الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 30 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زيار ة الرعاة للمولود الإلهي
قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض: لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب. فجاءوا مُسرعين ( لو 2: 15 ، 16)
لقد وصل ابن الله إلى الأرض، وها السماء تُعلن لسكان الأرض هذا الخبر العظيم؛ ميلاد المسيح. ولقد وقع اختيار السماء على الرعاة البسطاء لإبلاغهم هذا النبأ ... يا للبشرى! أخيرًا وُلد لنا الفادي المُخلص. ثم قدم الملاك العلامة، فقال: «وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مُقمطًا مُضجعًا في مذود». يا لها من علامة! بل يا له من اتضاع!

وما أن ظهرت هذه الأخبار المباركة حتى «ظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من الجُند السماوي مُسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة». فإذا لم يصدّق الناس الأخبار، فالملائكة قد صدقتها، وإذا كانت الأرض غير مُبالية، لكن السماء مهتمة، وينضم جمهور من الجُند السماوي إلى الملاك الذي أعلن الحقيقة السارة، التي هي متممة لهذه الآية «عظيمٌ هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد... تراءى لملائكة».

ولكن، هل كانت الأرض مُبالية؟ لقد تحركت السماء، ولكن على الأرض لم يتأثر أحد سوى أولئك الرعاة القليلين في العدد، الذين هزتهم تلك البشارة، فبعد أن رأوا مجد الرب يضيء حولهم، وسمعوا أنشودة السماء من الملائكة، قال بعضهم لبعض: «لنذهب الآن إلى بيت لحم، وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب». لقد كانوا حقًا حكماء، لقد استيقظوا من غفلتهم وهزتهم البشارة التي سمعوها. وقالوا لنذهب «الآن». ربما بدافع الحرص على رعيتهم راودهم الفكر: "لا تتعجلوا، من الأفضل الانتظار حتى الصباح، لئلا تأتي الذئاب وتفتك بالغنم". ولكن الإيمان يقول: "لنذهب الآن". تُرى ماذا تفيدك الأغنام أيها القارئ، إذا فاتت عليك الفرصة لأن تجد الرب؟ ما فائدة العالم أو الذهب أو الأعمال، إذا لم تربح المسيح؟ «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟».

وأتوا إلى بيت لحم ليس بخطوات مُتباطئة، بل «جاءوا مُسرعين... فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي». لقد صدقوا البشارة وقبلوها، ثم ذهبوا وأخبروا الآخرين عنها. وماذا كانوا يقولون؟ ليس فقط إننا سمعنا عن المخلص، ولكننا وجدناه وشاهدناه. وعلى كل مَنْ وجد الرب المخلّص أن يفعل هذا أيضًا.

و. ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net