الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 31 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أليمالك وانحرافه
صار جوعٌ في الأرض، فذهب رجلٌ من بيت لحم يهوذا ليتغرب في بلاد موآب ... واسم الرجل أليمالك ... ومات أليمالك ( را 1: 1 -3)
أول شيء يطالعنا به سفر راعوث، هو ذلك الجوع الذي حدث في أرض شعب الرب. ولا ريب في أن الرب هو الذي افتقد شعبه بهذا الجوع، لتركهم إياه، وتحوُّل قلوبهم عنه، وقصده في ذلك أن يُشعرهم بخطيتهم حتى إذا ما شعروا وندموا، ردّهم إليه، وأعاد لهم تلك البركات الزمنية التي منعها عنهم في محبة قلبه.

وهكذا نرى أن كل انحراف عن الله، لا بد من أن ينتج جوعًا روحيًا في النفس. فكل مؤمن يتحول عن الرب وينشغل بالعالم، لا بد أن يختبر هذه الحالة المُرّة في نفسه. وأي شيء أمرّ على مؤمن، من أن يرى نفسه محرومًا من لذة التمتع بالرب والفرح في محبته والتلذذ بالشركة معه، وأن يرى نفسه بلا ثمر وفي جدب روحي؟

لقد كان أليمالك ساكنًا في بيت لحم يهوذا الذي معناه "بيت الخبز". وفي هذا المكان الذي عيَّنه له الله، والذي كان يريد منه أن يبقى فيه، كان الله يعول أولئك الذين يسلكون بالأمانة قدامه، ولكن أليمالك لم يحسن التصرف، إذ لم يشأ أن يتضايق قليلاً مع شعب الرب، ولم يحسب أن احتمال هذا الجوع مع شعب الرب، خيرٌ له وأحسن من أن يكون في حال رخاء مع أُناس فجار.

نعم. لقد خطا أليمالك خطوة سيئة جدًا، إذ قام بمحض إرادته ليذهب إلى موآب. وموآب كما نعلم رمز لكل ما هو بعيد عن الله إلى الأبد ( تث 23: 3 - 6). ولقد سعى أليمالك إلى موآب هربًا من الحال التي أوجده الله فيها، وهكذا نفعل نحن أحيانًا عندما يوقعنا الرب تحت تأديب مثلاً، أو عندما يدعونا للتألم مع غيرنا أحيانًا، نرفض الخضوع له، ونفضّل الهرب إلى العالم، علّنا نجد في العالم ما منعه الله عنا في طريق معاملاته معنا.

ولنلاحظ أن أليمالك لم يذهب فقط إلى موآب، بل وأقام هناك كأنه لم يخطئ فقط، بل وأصرّ على البقاء في خطيته أيضًا. وإذ طابت الإقامة لأليمالك بين شعب تخالف حالته الأدبية أفكار الله، وإذ لذّ له التمتع برخاء تلك البلاد ويُسرها، وإذ قاوم كل عمل إلهي، وقاوم تبكيت روح الله لضميره، رأى الله أن لا فائدة بعد من وجود أليمالك، فقضى عليه، ومات تحت التأديب.

Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net