الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نافعًا للسيد
فإن طهَّر أحد نفسه من هذه، يكون إناءً للكرامة، مقدسًا، نافعًا للسيد، مُستعدًا لكل عملٍ صالح ( يو 15: 12 )
إن أسمى شيء يستحق أن تُنفق حياتنا القصيرة على الأرض لأجله، هو أن نخدم الرب. وأن أجمل خُلاصة تصف حياة قديس بعد رحيله؛ هي أنه كان نافعًا للرب.

عزيزي المؤمن: أن يستخدمك الله وتكون خادمًا للرب، هذا شيء يقصر أي قلم عن وصف عظمته وسموه، بشرط أن يكون مفهومنا للخدمة، مفهومًا صحيحًا. فأن تكون الخدمة عبارة عن تسلية في وقت الفراغ، أو ممارسة لهواية طبيعية من الهوايات، أو حتى مجهودات لإنجاح كنائس وطوائف وجماعات، هذه كلها يا عزيزي ليست الخدمة التي نتكلم عنها، وفي هذه جميعها يبحث أصحابها عن المُتعة وتحقيق الذات، وبالتالي لا تستحق في نظرهم إطلاقًا ولا يتوافق معهم أبدًا فكرة حتمية الآلام، إذ أنها ليست من الأصل استخدامًا من الله. لكن الخدمة التي نتكلم عنها، هي أن تكون رجلاً قريبًا من قلب الرب وفكره، تقف في مجلسه وتستمع إلى كلامه، ثم تخرج عاملاً مشيئته، وأن تكون رجلاً تُفرِّح قلب الرب بطاعتك له، وتُسعده بتتميم ما يأمرك به، وبإنجاز ما يُرسلك إليه. إن فعلنا هذا، سنشعر بقيمة الحياة وسنُدرك فعلاً أنها تستحق أن تُعاش، طالما أنها منحتنا فرصة أن نكون خدامًا لإلهنا.

لقد قرأت كثيرًا يا عزيزي عن أغنياء جمعوا المليارات، وعلماء وفلاسفة وصلوا لأعظم الاكتشافات، وقادة حققوا أكبر الإنجازات، إلا أنهم جميعًا سجلوا في نهاية حياتهم شعورًا بالفراغ والضياع واللا قيمة لكل ما فعلوه رغم أنهم انتفخوا يومًا، بل وتفاخروا بما أنجزوه.

وما أبعد الفارق بين شعور هؤلاء، وشعور أحد خدام الله يوم دق له ناقوس الرحيل، إذ يقول: «إني أنا الآن أُسكب سكيبًا، ووقت انحلالي قد حضر، قد جاهدت الجهاد الحَسَن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر، الذي يَهبه لي في ذلك اليوم، الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا» ( 2تي 4: 6 - 8). فعندما تستثمر الحياة لتنفع نفسك، هذا حسن، وإن استثمرتها لتنفع الناس، فهذا أحسن، لكن أن تصل باستثمارك لحياتك أن يتم فيك قول الكتاب «نافعًا للسيد» فهذا ما يقصر عن وصفه أي كلام.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net