الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الجمعة 1 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يَهوه يرأه
فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع "يهوأه يرأه" حتى إنه يُقال اليوم: في جبل الرب يُرى
( تك 22: 14 )

أعطانا الله كلمته ليُعلن لنا فيها «مَنْ هو»، ومن خلال رحلة الحياة واختباراتها، يستخدم الله شتى المواقف ليُعلن من خلالها الأمر ذاته.

وهنا نجد إبراهيم، الذي سبق وعرف الله باعتباره «إله المجد» عندما ظهر له وهو في ما بين النهرين، كما عرف شيئًا غير قليل عن الله باعتباره «إله القيامة» في ولادة إسحاق ابنه، إذ أن ذاك الذي يُحيي الموتى، قد أتى بابن الموعد، على خلاف الطبيعة، من مُماتية وشيخوخة إبراهيم وسارة معًا! إلا أن إبراهيم هنا يعرف شيئًا جديدًا، ويختبر صفة رائعة في إلهنا، وهو أنه «يهوه يرأه» وهو ما يعني "الرب يرى" أو "الرب يدبر". فالرب قد دعاه في أول الأصحاح ليقدم إسحاق ابنه مُحرقة على المذبح، وإبراهيم بكَّر صباحًا وأطاع. وإزاء سؤال الابن المنطقي: «هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمُحرقة؟» جاء جواب الأب المُختبر «الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني».. «فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبشٌ وراءه مُمسكًا في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده مُحرقة عوضًا عن ابنه». ويا لها من صورة رمزية بديعة لِما دبره الله في الصليب، فالله الذي يرى ويدبر، عنده "الحَمَل" الذي أشار إليه يوحنا المعمدان قائلاً: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم».

ويا لها من صورة مُقررة في كل الكتاب، وفي حياة القديسين: أن الله يرى ويدبر كل الأمور! فهو أولاً دبر أمر خلاصنا الأبدي، ثم بعد ذلك نختبره في كل مواقف الحياة، كيف أنه يرى الاحتياج ويدبر أمر تسديده من قبل أن ينشأ الاحتياج نفسه! فهو الذي رأى ودبرّ حواء لآدم، وهو الذي رأى ودبر الفلك لنوح وعائلته، وهو الذي رأى ودبر أمر خلاص شعبه من أرض مصر، وهو الذي رأى مشورات الاعداء تُحاك ضد أتقيائه، ودبر أمر خلاصهم (كمردخاي، والرجال الثلاثة، ودانيال، ...). وهو الذي رأى قيود خدامه، فدبّر خلاصهم من المقطرة والسجن. وذاك المجيد الذي «هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» لا يزال يرى حاجة كنيسته، فيدبر لها المواهب والخادمين، كما أنه لا يزال يرى احتياجات قديسيه المختلفة، فنراه يسد كل عوز، ويملأ كل احتياج «في وقته» .. فما أجوده! وما أعظمه!

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net