الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السمع عنه ورؤيته
بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني. لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد
( أي 42: 5 ، 6)

كان بارتيماوس الأعمى ابن تيماوس، جالسًا على الطريق يستعطي، وسمع أن يسوع الناصري مُجتاز. فما كان منه إلا أن ابتدأ يصرخ ويقول: «يا يسوع ابن داود، ارحمني!» ورغمًا عن انتهار الكثيرين والمتقدمين له ليسكت، إلا أن صراخه علا كثيرًا. ولقد سمع المسيح نداء الأعمى، فأوقف الموكب وأمر أن يُنادَى بارتيماوس، واستجاب له، فأَبصَر. وتلك العيون المُظلمة التي لم ترَ النور، انفتحت ورأت!! ولقد وقعت عينا بارتيماوس أول ما وقعت على ذلك الوجه الباسم الحنّان؛ وجه الرب يسوع الذي يفيض بالرحمة والمحبة والعطف. ثم تبع يسوع في الطريق حالما أبصر. أسره جمال المسيح، وجذبته شخصيته فتبعه! لم يسأله أين يمضي، أو ما هو برنامج رحلته! لقد تبع الرب يسوع في الطريق بلا قيد ولا شرط.

قارئي العزيز: هل أنت سمعت عن الرب يسوع المسيح فحَسَب، أم أنك أتيت إليه فأبصرته وتبعته؟ ليتك تصرخ إليه الآن، فيفتح بصيرة قلبك، ويغير اتجاه حياتك!

وكمؤمنين، علينا أن نميز بين سماعنا عن الرب (عن طريق طرف آخر)، وبين رؤيتنا المباشرة له وشركتنا الفردية معه. ففي حين اكتفى لوط بالسمع عن الرب فعاش، وهو بار، في وضع خاطئ، فإن خليل الله إبراهيم رآه وتمتع بصُحبته، بل وزيارته له. فرؤيتنا للرب ينبغي أن يسبقها تواجدنا في وضع صحيح.

وعاش يعقوب ما يقرب من عشرين سنة محرومًا من رؤية الرب، إذ سار وراء إرادته الذاتية متعقبًا لرغباته، إلى أن صارعه إنسان حتى طلوع الفجر. وإذ كُسرت إرادته، فقد أشرق فجره في "فنيئيل"» (ومعناها وجه الله) وعندها فقط، أمكنه أن يرى الله وجهًا لوجه!

وفي أيوب 42: 5، 6 نجد أيوب، الذي يشهد الله نفسه عنه في أول السفر، أنه «ليس مثله في كل الأرض» ( أي 1: 8 دا 3: 25 ) يحتاج إلى كل معاملات الإفراغ من الأنا والذات هذه، حتى يصل إلى نقطة القمة في آخر السفر ليهتف: «بِسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني». فحيث تختفي الأنا، يمكن أن نرى الرب. كما يُمكننا أن نراه وسط التجارب والمِحَن مثلما حدث مع الرجال الثلاثة في وسط الأتون المُحمَّى سبعة أضعاف ( 2كورنثوس 3: 18 ؛ مز23: 4). كما يمكننا أن نرى مجده الآن بوجه مكشوف من خلال كلمة الله (2كورنثوس3: 18).

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net