الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 يناير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كالب بن يفنة
وأما عبدي كالب فمِن أجل أنه كانت معه روحٌ أخرى، وقد اتّبعني تمامًا، أُدخله إلى الأرض التي ذهب إليها، وزرعه يَرثها ( عد 14: 24 )
الدرس الأول الذي نتعلمه من كالب بن يفنة، هو درس الإيمان والثقة في الرب إلهنا، وفي هذا تميَّز كالب ويشوع بن نون عن بقية الجواسيس العشرة. ولقد استطاع كالب، بإيمانه الواثق في الله، أن يُكرم الله، فلم يعتمد إيمانه على المنظور كباقي الجواسيس الذين رأوا أن الشعب الساكن في الأرض مُعتز، والمدن حصينة عظيمة جدًا، ورأوا هناك الجبابرة بني عناق، فقالوا: «كنا في أعيننا كالجراد، وهكذا كنا في أعينهم» ( عد 14: 28 ، 33). لكن كالب، بالإيمان، كانت له رؤية مختلفة، فقال للشعب مع يشوع رفيقه: «إن سُرَّ بنا الرب يُدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها... إنما لا تتمردوا على الرب، ولا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا. قد زال عنهم ظلهم (أي أنهم شيءٌ غير موجود لأنه لا ظل له)، والرب معنا. لا تخافوهم» ( عد 14: 8 ، 9). بل إن كالب استطاع بالإيمان أن يرقى فوق الصعوبات والعراقيل والظروف، فقال: «إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها» ( عد 13: 30 ). هل لنا إيمان كالب الذي يسمو فوق المنظور ولا يعتمد على رؤية العيان؟ وهل لنا إيمان كالب الذي يرتقي ويسعد فوق جبال الصعوبات والظروف؟

أما الدرس الثاني، فهو درس اتباع الرب. فلقد تميَّز كالب باتباعه الرب إلهه تمامًا. ولقد ذُكر هذا التعبير عن كالب ست مرات ( عد 14: 24 ؛ تث1: 36؛ يش14: 8، 9، 14). لقد شهد الرب عنه أنه «اتبع الرب تمامًا»، وشهد عنه الروح القدس هذه الشهادة. وأيضًا شهد عنه موسى، وهو شهد عن نفسه. وقد وَرَدت الشهادة عنه أنه اتبع الرب تمامًا في سفر العدد، وفي سفر التثنية، وفي سفر يشوع.

سفر العدد وهو سفر البرية. وسفر التثنية هو سفر الطاعة النابعة من المحبة للرب والمُقترنة بمخافته، وسفر يشوع هو سفر الحروب والانتصارات لامتلاك الأرض التي تمثل تمتع المؤمنين بما لهم من بركات سماوية روحية.

وقد سُجلت عنه هذه الشهادة في بداية رحلة البرية مع الشعب، ثم سُجِّلت عنه أيضًا بعد نهاية الرحلة التي استمرت طيلة أربعين سنة، وسُجِّلت عنه أيضًا بعد دخول الأرض وامتلاك الأرض. فيا لروعة المُثابرة في اتباع الرب تمامًا. ليتنا جميعًا هكذا!

إيليا عيسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net