الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
باركك الله إلى الأبد
أنت أبرع جمالاً من بني البشر. انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد ( مز 45: 2 )
عندما نرفع عين الإيمان ونشخَص إلى ذاك الفريد ونرى الوداعة، والاتضاع، والطاعة، واللطف، والاتكال، والشجاعة، والحنو، والرفق، لا يَسَعنا إلا أن نهتف مع العروس قائلين: «كله مشتهيات» ( نش 5: 16 ). فهو الذي جمع في شخصه الفذ الكريم كل أوصاف الكمال.

والمؤمن غالبًا ما يسقط في نفس الصفة التي يتميز بها. فالشيء الذي تميَّز به موسى، هو الحلم، والخطية التي حرمته من دخول الأرض كانت الغضب ( عد 20: 11 )! وإيليا الرجل الناري المعروف بشجاعته، في يوم ضعفه جَبُنَ، وخاف من إيزابل الشريرة (1مل19)! والوحي يُبرز لنا ضعفات هؤلاء الأفاضل لكي يبقى في المشهد المسيح وحده متقدمًا في كل شيء.

«لذلك باركك الله إلى الأبد» .. إن كان آدم الأول أثبت أنه غير مستحق للبركة الأرضية في الجنة (تك1)، بل وجلب لعنة الله على كل المشهد بسبب خطيته (تك3)، فإن الرب يسوع ـ آدم الأخير ـ قد رفع اللعنة، إذ صار هو نفسه لعنة لأجلنا ( غل 3: 13 ). ولهذا فهو وحده الذي يستحق البركة، لا البركة الوقتية فحَسَب، بل البركة الأبدية، وفيه قد باركنا الله بكل بركة روحية في السماويات ( أف 1: 3 ).

لكن ما معنى: «لذلك باركك الله إلى الأبد»؟ إنها تعني أن الله باركه لأنه أبرع جمالاً من بني البشر، ولأن النعمة انسكبت على شفتيه. ونحن أيضًا قد بوركنا، لكننا بوركنا في المسيح ( أف 1: 3 ). لقد باركنا الله في المسيح ولأجل المسيح، وأما هو فقد باركه الله لِما هو عليه في ذاته.

يطالعنا سفر التكوين بشخصيتين: الأولى حصلت على البركة، ولكنها لم تستطع أن تحتفظ بها، والثانية طلبت البركة بشدة وإلحاح، لكنها لم تحصل عليها. لقد بارك الله آدم في الجنة في تكوين 1 ببركات أرضية، لكن سرعان ما ضاعت البركة وأتت اللعنة إلى الأرض بسبب آدم. ثم عندما أراد عيسو أو أدوم أن ينال البركة، رُفض رغم أنه طلبها بدموع ( عب 12: 16 ، 17). فلا توجد بركة لآدم ولا لأدوم. البركة كلها يستحقها المسيح. والذين هم في المسيح لهم كل بركة، وأما الذين خارجه فليست لهم أية بركة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net