الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 28 أكتوبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خُبز الحياة
فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة. مَنْ يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا ( يو 6: 35 )
بعدما أشبع الرب الجموع في معجزة تكثير الأرغفة والسمك (يو6)، شرح للجموع المعنى الروحي لتلك المعجزة، إذ أشار إلى نفسه باعتباره «خبز الحياة». ولقد كانت الأرغفة التي كُسرت فوق الجبل، في الجليل (ع1، 3)، صورة لكسر جسد المسيح فوق الصليب لإشباع العالم كله.

وفي حوار الرب مع اليهود في يوحنا6، يَرِد تعبير «الخبز» 12 مرة، ولهذا فيمكن أن نُسمي هذا الحديث بحديث «خبز الحياة». ولقد استخدم المسيح خمسة تعبيرات مختلفة عن الخبز (تُذكِّر بالأرغفة الخمسة المُستخدمة في المعجزة) كلها تحدثنا عن مجد شخصه الكريم.

أولاً: «الخبز الحقيقي» (ع32): فكل ما عَداه ليس حقيقيًا، بل وَهمْ وزيف، أو في أحسن صوره هو عرضي ومؤقت وزائل، أما المسيح فإنه وحده «الخبز الحقيقي».

ثانيًا: هو «الخبز النازل من السماء» (ع33، 41، 50، 51): أي إنه سماوي المصدر. وفي هذه العظة يؤكد المسيح على سماوية مصدره، إذ يذكر سبع مرات أنه «نزل من السماء».

ثالثًا: هو «خبز الله» (ع33): وهو تعبير غريب على الآذان، ومع ذلك فهو تعبير صادق. فالمسيح هو طعام الله نفسه، موضوع شبعه، ويا للنعمة أن يُشركنا الله في هذا الشبع العجيب!

رابعًا: هو «خبز الحياة» (ع35، 48): وذلك لأنه يَهَب الحياة للأموات، كما أنه هو الذي يُقيت تلك الحياة. والمقصود هنا بالطبع الحياة الأبدية، لا الحياة الزمنية أو الجسدية.

خامسًا: هو «الخبز الحي» (ع51): بمعنى أن له حياة في ذاته. والمسيح ليس فقط يَهَب الحياة للأموات، بل هو في ذاته حي «فيه كانت الحياة» ( يو 1: 4 ).

وفي كل ما سبق نجد مُباينات عديدة بين المَن قديمًا والمسيح: فالمَن دُعي ”خبز الملائكة“ ( مز 78: 25 )، بينما المسيح «خبز الله»، والمَن أكله الآباء في البرية وماتوا، بينما المسيح مَن يأكله يحيا إلى الأبد (ع51)، المَن كان لإسرائيل فقط، والمسيح هو الخبز المُقدَّم لحياة العالم أجمع (ع32، 51)، المَن ليس فيه حياة في ذاته، وأما المسيح فهو الخبز الحي، إذ إن فيه حياة في ذاته.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net