اختلاف المسار

الصفحة الرئيسية

فهرس الشواهد الكتابية

مواقع أخرى

إبحث في المقالات

إبحث في الكتاب المقدس

إتصل بنا

الأربعاء 14 نوفمبر 2007

تصفح مقالات سابقة

اختلاف المسار

فقال إبراهيم: يا ابني، اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزى وأنت تتعذب ( لو 16: 25 )

من قصة الغني ولعازر التي ذكرها المسيح في لوقا 16، نتعلم بعض الدروس الروحية:

(1) الدعوة بصفة أساسية للفقراء وللطبقات الدنيئة: «فانظروا دعوتكم أيها الإخوة، أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون أقوياء، ليس كثيرون شرفاء، بل اختار الله جهَّال العالم ... واختار الله ضعفاء العالم ... واختار الله أدنياء العالم والمُزدرى وغير الموجود ... لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه» ( 1كو 1: 26 - 29). وهذا ليس معناه أن كل الأغنياء مُستثنين من الدعوة، فالرسول يقول: «ليس كثيرون» أي أن هناك قليلين. فزكا «كان غنيًا»، وعن يوسف الرامي يُقال إنه «رجل غني» وكذلك كانت يُونا امرأة خُوزي وكيل هيرودس، وغيرهم.

(2) مُعاناة لعازر إزاء أمجاد الأبدية: لا وجه للمقارنة لأن «آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» ( رو 8: 18 ). «لأن خفة ضيقتنا الوقتية تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثِقَل مجدٍ أبديًا» ( 2كو 4: 17 ).

(3) موت الغني نهاية مسراته العالمية: «لأن هيئة هذا العالم تزول» ( 1كو 7: 31 ). «والعالم يمضي وشهوته» ( 1يو 2: 17 )، بل إن موت الغني كان بداية عذابات لا نهائية «ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين» ( رؤ 14: 11 في 1: 21 ). بينما الموت للعازر كان بداية السعادة الأبدية «الموت هو ربح» (في1: 21).

(4) في الموت لا فوارق طبقية ولا فئات عمرية: «ليس لإنسان ... سلطان على يوم الموت» ( جا 8: 8 )، فأمامه الغني كالفقير، والصغير كالكبير.

(5) اختلاف المسار ليس بالمكانة الاجتماعية: فلم يذهب الغني للعذاب لأنه غني، بل لأنه استغنى عن الله بغناه. ولم يذهب لعازر لمكان العزاء لأنه مسكين، بل لأنه سلك في خطوات إيمان أبينا إبراهيم.

(6) الإيمان والتوبة القلبية ليسا بالمعجزات، بل بتصديق كلمة الله النقية: «إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون» ( لو 16: 29 - 31). نعم، «الإيمان بالخبر».

وهيب ناشد


	Share

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net