الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 6 نوفمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرجاء المبارك
ففي نصف الليل صار صراخٌ: هوذا العريس مُقبل، فاخرجن للقائه! فقامت جميع أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن ( مت 25: 6 ، 7)
إن رجاء مجيء الرب حق عملي عظيم «كل مَنْ عنده هذا الرجاء به، يُطهر نفسه كما هو طاهر» ( 1يو 3: 3 ). وكل مَن لا يؤثر هذا الرجاء في حياته العملية، يكون في الحقيقة فاقد الرجاء. لأن الرجاء الحقيقي المُعلن في الكتاب، هو رجاء مُعزِ ومُطهر ومُوقظ وفاصل عن العالم. والصوت «هوذا العريس مُقبل» هو قوة الله لإيقاظ النفوس المتغافلة «فقامت جميع أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهنَّ». ولكننا نرى الآن قليلين قد سمعوا هذا الصوت، وأغلب هؤلاء القليلين لم يستيقظوا تمامًا، أما الباقون الذين صمّوا آذانهم عن سماعه، فلا زالوا نيامًا.

فمَنْ هم إذًا المستيقظون تمامًا؟ هم أولئك الذين حرَّكهم رجاء مجيء العريس بالخروج للقائه بمصابيح مُصلَحة. وثق أيها القارئ العزيز أننا لا نستطيع أن ننام كالباقين بعد أن خرجنا للقاء العريس، لأن ذلك الصوت المُفرح يثير مشاعر الحياة الإلهية التي فينا، ويُضاعف همتنا ونشاطنا، فنخطو خطوات واسعة سريعة في طريق الإيمان والرجاء والشركة مع ربنا العزيز، بحيث لا يستطيع أن يجارينا مَنْ ليسوا للرب تمامًا، وتبقى عيوننا المستيقظة شاخصة على الدوام إلى الرب، وأقدامنا جارية وراءه، وأيدينا مُمتدة إليه، وقلوبنا صارخة «تعال».

ومع أننا نشعر بوعورة الطريق، ونذوق مرارة ما يحيط بنا من الظروف، فإن ذلك لا يثنينا عن الذهاب إلى الأمام لمُلاقاة العريس. أما أولئك الذين يتمسكون بمجرد الاعتراف، ولكنهم لم يخضعوا لابن الله، ولم تمس النعمة قلوبهم، ولم يعرفوا غفران خطاياهم، ولا نالوا عطية الروح القدس، المُعبَّر عنهم بالعذارى الجاهلات اللواتي لا زيت لهن، فلا يستطيعون أن يسيروا في طريق الإيمان والرجاء، بل، ويا للأسف، إنهم لا ينتبهون حتى يروا الأمناء قد انفصلوا عنهم، ويشعرون بعد فوات الفرصة أن مصابيحهن تنطفئ. من ذلك نرى أن مجيء الرب عندما يؤثر في النفوس، لا بد أن يفصلها عمليًا عن المسيحيين الاسميين، الذين لا يملكون سوى مجرد الاعتراف الفارغ، ويربطها بأولئك الذين خرجوا حقيقة لانتظار العريس.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net