الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جسدكم هو هيكل للروح القدس
أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم ... فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله ( 1كو 6: 19 ، 20)
إن كل مؤمن في التدبير الحاضر، يسكن فيه الروح القدس. كقول الرسول بولس: «إن كان أحد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له (أي ذلك الشخص ليس للمسيح)» ( رو 8: 9 ). ويميز يهوذا المرتدين قائلاً: «هؤلاء ... نفسانيون لا روح لهم» (يه19)، أي ليس لهم الروح القدس. ومن رسالة يوحنا الأولى، نتعلم أنه حتى الأولاد (الصغار) في عائلة الله، قد أخذوا مسحة من القدوس ( 1يو 2: 20 ، 27). وكون الروح القدس هو عطية من الله، يدل على أنه لا مجال هنا للاستحقاق البشري أيًا كان نوعه. وعليه فاعتبار أن امتلاك الروح القدس أو المسحة هو اختبار ثانِ يحصل عليه المؤمن بعد فترة ـ طويلة أو قصيرة ـ ليس فكرًا كتابيًا صحيحًا. إن هذه السُكنى تتم في الحال بعد ولادة الشخص من الله، وإيمانه بالمسيح إيمانًا قلبيًا، كقول الرسول بولس: «إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم، إذ آمنتم، خُتمتم بروح الموعد القدوس» ( أف 1: 13 ). الترتيب والفورية واضحان في هذه العبارات الثلاث «سمعتم ... آمنتم، خُتمتم».

وهناك ثلاثة فصول في العهد الجديد تؤكد لنا ذلك: فالمؤمنون في كورنثوس لم يكونوا روحيين بل جسديين، ومع ذلك فقد كان الروح القدس ساكنًا فيهم جميعًا ( 1كو 6: 19 غل 3: 12 ). والمؤمنون في غلاطية كانوا بعيدين عن التعليم الصحيح في مسألة جوهرية، وهي عدم كفاية شخص المسيح وعمله في الخلاص، واستحقوا التوبيخ الشديد من الرسول: «أيها الغلاطيون الأغبياء» ( غل 3: 2 )، ومع ذلك ففي الأصحاح ذاته الذي وبخهم الرسول فيه، أكد حصولهم جميعًا على عطية الروح القدس بالإيمان ( 1يو 2: 20 ، 5، 14، 4: 6). ثم إن الرسول يوحنا ـ أكد أنه حتى الأطفال في عائلة الله، امتلكوا عطية الروح القدس (1يو2: 20، 27).

ونلاحظ أن الاسم الأكثر انتشارًا على صفحات الوحي لهذا الأقنوم الإلهي هو «الروح القدس». وعليه، فإن أول عمل يُنتظر أن يقوم به الروح القدس في حياة المؤمن، هو أن يقوده إلى حياة القداسة.

تُرى ماذا نحن فاعلون أمام هذا الحق العجيب والسامي؟ إنه على قدر ما نعتبر أجسادنا ـ حقًا وصدقًا ـ هيكلاً للروح القدس، بهذا القدر عينه، سنحفظ أجسادنا وأرواحنا في قداسة وكرامة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net