الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 19 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حية من نحاس
فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية، فكان متى لدغت حية إنسانًا ونظر إلى حية النحاس يحيا ( عد 21: 9 )
لقد كانت الحية التي فيها البرؤ من السم والتي صنعها موسى في البرية مصنوعة من نحاس. وكونها من نحاس، لنا فيه تعليم مزدوج:

أولاً: هذا معناه أن الحية التي رُفعت كانت خالية من السم. والمسيح الذي صُلب لأجلنا كان خاليًا من الخطية. فمع أنه جُعل خطية، إلا أنه هو نفسه لم يعرف خطية ( 2كو 5: 21 ). وهذا واضح، فأن يُرفع شخص خاطئ على صليب، ما كان هذا يعمل منه مخلِّصًا، إذ ـ في هذه الحالة ـ كان سيموت بسبب ذنبه هو.

ثانيًا: النحاس هو أكثر جميع المعادن تحملاً للنيران الشديدة، ولذا فإنه يصوِّر الدينونة الإلهية بسبب الخطايا. ونلاحظ أن مذبح المُحرقة في العهد القديم كان مصنوعًا من خشب السنط، ومُغشى من كل جهة بالنحاس. وهو صورة للمسيح في اتحاد لاهوته بناسوته. فالسنط يشير إلى طبيعة المسيح البشرية القدوسة غير القابلة للفساد، وبالتالي غير الخاضعة لحكم الموت. وواضح أن المسيح لم يكن للموت حق عليه، فأمكنه أن يضع حياته فدية. أما النحاس الذي يغشيه، فإنه يشير إلى بر الله في تعامله مع شر الإنسان بالدينونة. وواضح أنه ما كان يمكن لأحد بخلاف المسيح أن يتحمل الدينونة الواقعة بسبب خطايانا، وذلك نظرًا لاتحاد لاهوته بناسوته.

إذًا فيمكن القول إنه لولا النحاس لمَا تحمَّل المذبح تلك النيران المتواصلة عليه، ولولا الطبيعة اللاهوتية في شخص المسيح لمَا تحمَّل آلام الكفارة. ولهذا السبب عينه كان من المناسب أن تُصنع الحية من نحاس. فمعدن النحاس في الحية النحاسية يعبِّر عن دينونة الله القوية الثابتة التي لا بد أن تقع على الخطية. وهكذا كان ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان على الصليب، ويحتمل دينونة الله العادلة ضد الخطية حتى يأتي بالحياة والخلاص لكل مَن يلجأ إليه ويحتمي به ( يو 3: 14 ، 15).

عزيزي القارئ .. النظر بالعين المادية كان واسطة الشفاء من لسعات الحيات، والنظر الروحي بعين الإيمان هو واسطة الشفاء الروحي. أ فلا تؤمن الآن فتخلص؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net