الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التكريس والشركة
يتعظم المسيح في جسدي سواء كان بحياة أم بموت ( في 1: 20 )
كان فكر الله أن يرسم لنا في بولس وهو إنسان تحت الآلام مثلنا، كيف أنه في الإمكان أن يسير الإنسان مع المسيح ويتسنَّى له أن يقول «لي الحياة هى المسيح». كان بولس رجلاً شديد العواطف، قوي الأخلاق، شديد المَرَاس، ومع هذا فقد استأسر كل شيء للمسيح. عرف المسيح في كل شيء وأدرك إدراكًا محسوسًا، الغرض الذي لأجله أدركه المسيح. كان الرب في المجد ماثلاً أمام بصيرته ولم يكن ليستريح إلا إذا وصل إليه «أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع» ( في 3: 14 ).

يا لها من قوة فائقة تختبرها نفوسنا عندما تجد أمامها شخصًا يقينيًا ـ إنسانًا حيًا في المجد، هو جعالتها التي تركض لإدراكها!

ربما أجتاز في وادِ مُظلم، وأعبر طريقًا موحشًا، ولكن لا عبرة بذلك إذ أمامي المسيح في المجد، وأنا سائر إليه لأربحه وأدركه. لم يكن بولس مُلِمًا بمجرد تعليم، إنما عملت فيه أشواقه واستعرت عواطفه في باطنه، والتهب كيانه بأسره بشخص حبيب إلى نفسه الذي كان مزمعًا أن يصير مثله ومعه إلى أبد الآبدين.

ما أقل وأضعف إظهارنا للمسيح، نحن الذين على وشك أن نتغيِّر إلى صورته! هل أنت مُفتكر في المسيح هناك؟ أ عارف أفكاره وهو يتفرَّس فيك؟ ليس تيار أفكارك صاعدًا إليه، ولكن تيارات أفكاره مُنحدرة إليك، وكراعٍ على قمة الصخرة يتطلع إلى أسفل ليرى شعبًا، قد وضع حياته مرة لأجلهم.

هل ترى عيناك المسيح؟ هل تسمع أُذناك صوته؟ عن قريب تكون مثله ولا تُطالَب بعمل هناك، ولكن لكي تختبر الشركة معه ـ الشركة الفعلية ـ الشركة التي تشعر بها في قرارة نفسك، والتي تتمتع بها عمليًا.

يا ليت قلوبنا تنصَّب انصبابًا في الرب يسوع، إذ لا شيء يَهَب الوجه نورًا وبهاءً، والقلب سرورًا وعزاءً، مثلما نقول عمليًا: «لي الحياة هى المسيح».

يا يسوع قد حلا لي ربحك الغالي الثمن
والوجود فيك يا نبـــ ـعَ السرورِ والمِنن

ج.ف. ويجرام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net