الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المرائي المصلي !
ومتى صليت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يُحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا المجامع، لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم! ( مت 6: 5 )
الرب بلا شك كان يتحدث هنا عن الفريسيين ( مت 23: 5 ). فإن الشر الذي يميزهم بصفة خاصة هو الرياء ( لو 12: 1 ). يقول الرب عن هؤلاء المُرائين إنهم يحبون أن يصلوا. ولو كانت العبارة انتهت هنا لكان ذلك شيئًا عظيمًا. لكن العبارة التي تَلَت ذلك، أظهرت أنهم بالأسف لا يحبون الصلاة، ولا يحبون الله الذي إليه يصلون. إنهم لا يحبون سوى ذواتهم، ولهذا فإنهم يحبون أيضًا أن يراهم الناس وهم يصلون. إن أولئك المُرائين، أصحاب الوجهين، يجيدون الجمع بين النقيضين، بين الصلاة التي هي التعبير عن الضعف والاعتماد على الله، وبين الكبرياء الذي يميزه الولَع بمدح الناس. إنهم هم الذين لهم صورة التقوى ولكنهم مُنكرون قوتها.

وذلك المرائي يذكِّرنا بالفريسي الذي صعد إلى الهيكل ليصلي في مَثَل الفريسي والعشار (لو18). هذا المصلي المرائي، نزل إلى بيته وهو لم يستَفِد شيئًا من ذهابه للصلاة، سوى أن الناس رأوه، وعرفوا أنه رجل متدين. وبهذا فقد استوفى أجره في حياته.

يقول الرب: «إنهم يُحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس» وطبعًا ليس العيب هنا هو في الصلاة وهم قائمون، أي واقفون. فالمسيح صلى واقفًا (يو11) وطلب من تلاميذه أن يصلوا وهم وقوف (مر11). ولا الخطأ هو أن تصلي أمام الناس، فالمسيح فعل ذلك مرات. بل إن الرسول صلى على شاطئ البحر ( أع 21: 5 )، كما صلى فوق السفينة وسط الرجال الوثنيين ( أع 27: 35 )، وعلَّم أن يُصلي الرجال في كل مكان رافعين أيادي طاهرة ( 1تي 2: 8 ). كلا، إن المشكلة ليست في الصلاة أمام الناس، بل في أن أولئك المُرائين يحبون أن يصلوا قائمين لكي يظهروا للناس.

فالمرائي يصلي إلى الله، لكن كل قلبه متجه نحو الناس. إنه يرفع عينيه نحو السماء وهو يتمنى أن كل إنسان يحوِّل نظره إليه كيما يراه وهو يصلي. إنه شغوف بأن يراه الناس، حريص أشد الحرص على نيل ثناءهم ومديحهم. وإن كان الإنسان الطبيعي شغوفًا بأن يعرف الناس عنه أنه يصلي حسنًا، فإن التقي لا يسعى لذلك قط، بل إنه أيضًا ينزعج إذا حدث ذلك.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net