الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 30 ديسمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
(1تي2: 5، 6)
لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحدبين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع ...
إله واحد ... ووسيط واحد

أمامنا حقين عظيمين وهما الأساس الذي به يتعامل الله مع الناس في نعمته. أولاً هناك إله واحد، وثانيًا هناك وسيط واحد.

فالإله الواحد ـ هذا الحق قد أُعلن إعلانًا كاملاً قبل مجيء المسيح، ووحدانية الله هي الحق العظيم الأساسي الذي نتعلمه من العهد القديم، وهي الشهادة العظيمة المُعطاة لإسرائيل، كما نقرأ «اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا ربٌ واحد» ( تث 6: 4 ).

وبينما حافظت المسيحية على هذا الحق العظيم حفظًا كاملاً، بأن هناك إلهًا واحدًا، فإنها استحضرت أيضًا حقًا مساويًا، إذ أعلنت أن هناك وسيطًا واحدًا بين الله والناس. وهذا الحق الأخير تتميز به المسيحية.

وهناك ثلاث حقائق هامة أمامنا ترتبط بوصف الوسيط: أولاً: فهو واحد. فإن كان الله واحدًا، فهناك أمر له أهمية مساوية لهذا الحق. لنتذكَّر وحدانية الوسيط، هناك وسيط واحد ولا غيره. وكل الأنظمة المسيحية المشوَّشة قد أنكرت هذا الحق العظيم وأنقصت من مجد الوسيط الواحد بوضع وُسطاء كثيرين من الرجال والنساء.

ثانياً: والوسيط الواحد هو إنسان ليكون الله معروفًا للناس. فالإنسان لا يمكنه أن يرتفع إلى الله. ولكن الله في محبته يستطيع أن ينزل إلى الإنسان. ولقد نزل إلينا حتى لا يشعر أي واحد منا ـ مهما كان بؤسه وشقاؤه ـ بأن الله في صلاحه ليس قريبًا منه. فقد نزل إليه، ومحبته تجد مجالها في شقائه وبؤسه. وليست هناك حاجة ما إلا وقد سددها بحضوره.

وثالثاً: إن هذا الوسيط بذل نفسه فدية لأجل الجميع. فإن كان الله مُعلنًا كالله المخلِّص الذي يريد أن جميع الناس يخلصون (ع4)، فإن قداسته يجب أن تتبرهن ومجده يبقى. وقد تم هذا بصورة كاملة بعمل المسيح الكفاري. إن عظمة الله وبره ومحبته وحقه وكل ما هو عليه، قد تمجَّد بالعمل الذي أكمله المسيح. وكل ما عمله كنا نحتاج إليه، ودمه في متناول أرذل الخطاة كيفما كان. والإنجيل يقول للعالم «وكل من يُرِد فليأتِ». ومن هذا الوجه نقول: إن المسيح مات لأجل الجميع ـ بذل نفسه فدية لأجل الجميع .. إنها ذبيحة كافية للخطية ـ لكل من يأتي ـ فقد «ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد».

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net