الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 فبراير 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخطية والعمى
فأجاب يسوع وقال له: ماذا تريد أن أفعل بك ؟ فقال له الأعمى: يا سيدي، أن أُبصر! فقال له يسوع: اذهب. إيمانك قد شفاك ( مر 10: 51 ، 52)
ألا تلاحظ أيها القارئ العزيز أوجه الشَبَه الكائن بين العمى والخطية مع فارق واحد هو أن العمى الجسدي لا يدوم إلا إلى الموت الجسدي، والعمى الروحي يبقى إلى الأبد؟ نعم يوجد عدة أوجه شَبَه؛ منها أن العمى يحرم الإنسان من النظر إلى الخليقة، والخطية تحرم الإنسان من النظر إلى الخالق.

العمى يمنع الإنسان من أن يرى المنظور، والخطية تمنع الإنسان من أن يرى غير المنظور من حقائق الأمور.

إن العمى يقود إلى الفقر والشحاذة، والخطية تقود إلى البؤس والتعاسة.

ولكن يوجد عميان قد أبصروا (يو9)، ومنهم بارتيماوس المذكور في مرقس10 الذي سمع أن يسوع مار به «فابتدأ يصرخ ويقول: يا يسوع ابن داود ارحمني! فانتهره كثيرون ليسكت، فصرخ أكثر كثيرًا: يا ابن داود، ارحمني!». فوقف يسوع وأمر أن يُنادى. فنادوا الأعمى قائلين له: «ثقْ! قم! هوذا يناديك. فطرح رداءه وقام وجاء إلى يسوع. فأجاب يسوع وقال له: ماذا تريد أن أفعل بك؟ فقال له الأعمى: يا سيدي، أن أُبصر! فقال له يسوع: اذهب. إيمانك قد شفاك. فللوقت أبصر، وتبع يسوع في الطريق».

عزيزي .. هذه قصة بارتيماوس، فهل تريد أنت أن تُبصر؟ هل أنت شاعر بحالتك؟ إذًا فاصرخ قائلاً: يا يسوع ارحمني، وإذا انتهرك الناس أو استهزأوا بك أو اضطهدوك فلا تُبالِ، بل اصرخ أكثر كثيرًا قائلاً: «يا يسوع ارحمني». والرب يسوع لا بد أن يدعوك حالاً، لأنه عن كل واحد منا ليس ببعيد، إذ هو «قريب لكل الذين يدعونه» ( مز 145: 18 )، ويقول لك: ماذا تريد؟ فقُل له ما تريد، وماذا تريده أهم من البصر الروحي والخلاص الأبدي؟ صرِّح له، لا تخف ولا تتشكك ـ «ثِقْ! قُم! هوذا يناديك» قائلاً: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). ألا ترى أن هذا النداء موجّه لك بالذات؟ أ لست مُتعبًا وثقيل الحِمل من عماك وخطيتك؟ إذًا «فاطرح» عنك «رداء» الكسل. وتعال قائلاً: يا سيدي، أُريد أن أُبصر». فلا بد أن تسمع منه ذلك الجواب المُفرح: «اذهب. إيمانك قد شفاك» وعندئذٍ للوقت تُبصر وتتبع الرب يسوع في الطريق.

Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net