الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخادم ومدرسة الكلمة الإلهية (1)
علِّمني يا رب طريق فرائضك، فأحفظها إلى النهاية. فهّمني فأُلاحظ شريعتك، وأحفظها بكل قلبي. درّبني في سبيل وصاياك، لأني به سُررت ( مز 119: 33 - 35)
أيها الأخ الحبيب، رفيق الخدمة والجهاد، لماذا أراك مُحبطًا، مًنحنيًا، حزينًا؟! هل واجهتك الصعاب؟ أم أساء فهمك الأحباء؟ أم ذهبت جهودك في عمل الرب هباء؟ .. أَمَا عرفت أن كل خادم نافع مُثمر، لا بد أن يتخرج من ثلاثة مدارس حددتها المشيئة الإلهية: مدرسة الكلمة الإلهية، ومدرسة الخبرة الإيمانية، ومدرسة الآلام التهذيبية؟

أما عن مدرسة الكلمة الإلهية، فأقول إنه لا بد لكل خادم للرب أن يقضي ساعات طويلة في دراسة الكلمة، والبحث والتنقيب فيها، لكي يُخرج منها جُددًا وعُتقَاء. ولا بد أن يقترب منها بروح الطفل التلميذ في اتضاع قلبي واعتماد كُلي. أَ لم يَقُل المرنم «فتح كلامك يُنير، يُعقِّل الجُهَّال» ( مز 119: 130 ).

أخي الخادم، إن كل رجال الله قضوا الساعات الطويلة ينهلون من ماء الكلمة العَذب، وينقّبون في منجمها الغني ليُرووا عطشهم، وليستخرجوا منها الدُرر الثمينة. وفي مزمور119 يقول المرنم «كم أحببت شريعتك! اليوم كله هي لهجي» ( مز 119: 97 ) بمعنى ”إنها موضوع تأملي طول النهار“. ويقول أيضًا «تقدَّمت عيناي الهزع، لكي ألهج بأقوالك» ( مز 119: 148 ) بمعنى ”الليل كله أظل مستيقظًا أتأمل في أقوالك“.

وهل تعلم يا أخي المحبوب أن خدمة الكلمة النافعة المُثمرة، تبشيرية كانت أم وعظية أم تعليمية، هي الخدمة المليئة بكلمة الله؟ تأمل في عظة الرسول بطرس يوم الخمسين (أع2)، لقد تكوَّنت كرازته من آيات عديدة من العهد القديم، وقد استخدمها الروح القدس ونخس بها القلوب والضمائر، فجاءت الثمار الكثيرة.

وتأمل في رسالة الرسول بولس إلى أهل رومية، وهو يقدم الحُجة تلو الأخرى لكي يُثبت فساد الإنسان وحاجته للتبرير، ثم لزوم دم المسيح للتبرير، وحتمية الإيمان لنوال التبرير. ثم بعد ذلك وهو يتحدث عن معاملات الله مع شعبه القديم، وهو في كل هذا كم اقتبس من أسفار العهد القديم! لذا يا أخي الفاضل إن كنت تجتاز في أزمة صحية أو إن أُغلقت أمامك أبواب خدمة جهارية، أو إن حكمت ظروفك أن تتوارى عن الأنظار البشرية، فربما ذلك لأن الرب يريد لك أن تختلي أكثر بالكلمة الإلهية.

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net