الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطيور تتكلم عنه
أَشبهت قوق البرية. صرت مثل بومة الخِرَب. سَهِدت وصرتُ كعصفورٍ مُنفردٍ على السطح ( مز 102: 7 )
مع أن المسيح في أماكن أخرى شُبِّه بالنسر القوي ( خر 19: 4 لا 5: 11 ) أو بالحمام الطاهر (لا5: 11)، لكنه هنا يُشبَّه بالطيور التي تشير إلى البؤس والحزن. لقد ذهب الضياء من العيون، والجمال من الوجه، وذلك بسبب ما تعرَّض له من صوم وتنهد، وسهاد، وعار، ووحدة، وعداوة.

ويذكر في هذا المزمور (102) ثلاثة تشبيهات من الطيور كالآتي:

(1) قوق البرية: أو بجع البراري. والقوق هو أشد الطيور عبوسة وكآبة. وهو صورة رمزية للشخص المكتوب عنه «رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن» ( إش 53: 3 ). ثم إن القوق طائر يلذ له العيش في الماء، فماذا تكون حالته لو أُخذ من الماء إلى البرية؟! أي إلى ظروف عكس التي اعتاد عليها تمامًا. هكذا كان ربنا المعبود على هذه الأرض، لقد أتى من السماء حيث القداسة والنور والحُب إلى عالم غريب مُعادٍ مختلف عن طبيعته كل الاختلاف.

(2) بُومة الخِرَب: التي تسكن عادة في الخِرَب، والأماكن المهجورة. والمسيح كان في نظر الأمة كبومة الخِرَب «لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه» ( إش 53: 2 ).

(3) عصفور منفرد على السطح: العصفور بطبيعته كائن اجتماعي، يتألم وينوح إذا فقد رفيقه، وكم يكون حزنه عند شعوره بالانفراد والعُزلة! وكم كان حزن ربنا يسوع واكتآبه: «نفسي حزينة جدًا حتى الموت» ( مت 26: 38 ). فعند القبض عليه، تركه التلاميذ الأحباء وهربوا، وفوق الصليب تركه الله القدوس، لأنه كان يمثِّل الأثمة وينوب عنهم. فيا لرهبة هذه العُزلة والانفراد!!

قال أحد علماء الطيور بعد دراسة: ”إنه لا يوجد طائر حزين كئيب مثل القوق، ولا يلذ لطائر السُكنى في الخرائب مثل البومة، ولا يوجد مَنْ يعاني الوحدة الشديدة مثل العصفور عندما يفقد أليفه“. وفي كل حياته كان المسيح مثل قوق البرية، وفي جثسيماني وجباثا حيث حوكم من يد البشر، وأُهين، كان مثل بومة الخِرَب، وأخيرًا في جلجثة كان كعصفور منفرد على السطح!!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net