الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 14 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إهمال الخلاص
فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟ ( عب 2: 3 )
إن الخاطئ غير المُخلَّص أشبه بشخص اقتاده عدو خبيث حتى أوقفه على حافة هوة مُخيفة، ووقف ذلك العدو من ورائه يتحيَّن الفرصة لأن يدفعه إلى أعماق تلك الهوة السحيقة. فماذا نقول في شخص كهذا إذا علم بما هو أمامه من الخطر، ثم راح غير مُبالِ ولا مُكترث؟ ماذا نقول عنه إذا حذّره صديق مُخلص من الخطر الذي يتهدده ومن العدو الرابض من ورائه، فلم يعبأ بالتحذير ولا أظهر ميلاً للهروب من الخطر والنجاة من العدو الماكر؟ لا بد أننا نقول إنه أبلَه مُختل العقل، لا يزِن الأمور، فلا يُقدِّر حَرَج مركزه، ولا خداع عدوه، ولا شفقة صديقه.

هكذا وأردأ منه حال كل خاطئ مُذنب يُهمل خلاص الله العظيم ويحتقر أو يستخف بالإنذارات الحُبية ودعوة الإنجيل الحارة التي تُقدَّم له. إنه على حافة مزالق توصِّل إلى بحيرة النار، وهو في كل لحظة مُعرَّض بأن يهوي إليها. إنها لخطوة واحدة ويُكتب له الشقاء والظلام إلى الأبد، ومَن يستطيع أن يُعبِّرعن الأهوال الرابضة بعد تلك الخطوة القصيرة؟ ولكن من أعجب الأمور أن الخاطئ يعترف بوجود ذلك الخطر ومع ذلك يستخف به. يا له من غرور باطل وضلال مُبين! والسبب في ذلك هو أنه يصدِّق كذب الشيطان أكثر من حق الله، ويغمض عينيه عن الخطر الذي هو فيه. هذا بلا ريب هو الحال لكل شخص يُهمل خلاص الله العظيم. قد يكون ذلك الشخص لطيفًا مُحبًا رقيقًا جذابًا أدبيًا، وربما لا يجاهر باحتقار الخلاص ورفضه، ولكنه يهمله في قلبه ويستهين به، والنتيجة الوحيدة للاستمرار في هذه الحالة، هي الدينونة الأبدية «كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟» ولكن مع الأسف، ما أكبر عدد هذا الفريق! فكثيرون من أكثر الناس أدبًا وتهذيبًا عائشون في حالة الإهمال التام لخلاص الله العظيم. يا لها من حالة مُخيفة وغواية كبيرة! وعدو النفوس باذل قصاري جهده في إخفاء حقيقة الخطر عن أعين هذه الضحايا المسكينة إلى أن يفوت الوقت.

عزيزي القارئ .. لماذا لا تأتي الآن؟ ماذا تنتظر؟ اهرب الآن إلى أذرع الرحمة. اهرب حالاً. إنك لا تضمن الغد «هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص» ( 2كو 6: 2 ).

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net