الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 6 مارس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آخذكم إليَّ
أنا أمضي لأُعد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ ( يو 14: 2 ، 3)
يا لها من تعزية عُظمى عزّى الرب بها أولئك الذين قال لهم «لا تضطرب قلوبكم»! ويا لها من مُقابلة بديعة بين ذهابه ومجيئه ثانية «إن مضيت .... آتي أيضًا»! الأولى أصل للثانية، وكلاهما معًا، أي ذهابه ومجيئه، يتممان العملية التي بها يجمع الرب الذين له إلى أقرب مكان من شخصه. والغاية النهائية التي يرمي إليها بانطلاقه، هي أنه «حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا». ولنلاحظ قوله «آخذكم إليَّ». هذا الفعل في اللغة الأصلية يحمل معنى الأخذ إلى علاقة حُبية متينة وفريدة كما يأخذ العريس عروسه إلى نفسه.

والكلمة اليونانية المُترجمة «آخذكم» تَرِد أيضًا في متى1: 20، 24 حيث يقول ملاك الرب ليوسف: «لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك» ويوسف «أخذ امرأته». على هذه الكيفية سيأخذ الرب مفدييه إليه. وتُستعمل هذه الكلمة أيضًا في الترجمة السبعينية للعبارة «أقودك وأدخل بك إلى بيت أمي» ( نش 8: 2 ) التي تخاطب بها العروس العريس. فالعبارة في يوحنا 14: 3 تتضمن إذًا أسمى وأكمل أشواق المحبة في المُحب والمحبوبين.

وأخذْ الرب خاصته إليه سيكون باستخلاصهم وفرزهم من بين الأموات والأحياء. لما أتى الرب إلى هذا العالم، أتى إلى خاصته «وخاصته لم تقبله» ( يو 1: 11 ) ولكنه سيأتي ثانية لخاصته، لا لكي تقبله، بل لكي يقبلها هو ويأخذها لنفسه لكي تكون «كل حين مع الرب».

وفي 1تسالونيكي4: 16، 17 نجد أن مجيء الرب له صفة شخصية. ومن منطوق الأقوال، نرى أنه سيكون مجيئًا جسديًا وليس مجيئًا يدركه الإيمان فقط. فكما رؤيَ الرب صاعدًا من جبل الزيتون إلى السماء، هكذا سينزل الرب نفسه من السماء بهتاف. وعند سماع هذا الهتاف، سيُخطف القديسون الأحياء والأموات في السُحب لملاقاة الرب في الهواء. وفي لحظة، في طرفة عين، تنقطع كل الرُبط الأرضية إلى الأبد، والرب يوجد خاصته الذين له في شكل يتفق مع الوجود معه، يُلبسهم «صورة السماوي» ( أف 1: 14 ؛ تي2: 14؛ 1كو15: 49)، وسيُحضر المسيح كنيسته إلى نفسه في المجد بلا عيب ولا غضن ولا شيء من مثل ذلك.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net