الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 إبريل 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكلمات الأخيرة لبعض القديسين
ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. له المجد الآن وإلى يوم الدهر. آمين. ( 2بط 3: 18 )
عندما يعلم شخص أنه على وشك الموت، فهو لا يضيّع الكلمات، ومن يسمعونه ينتبهون جيدًا بسبب هيبة الموقف، ويتعلقون بكل كلمة كي يدركوا معناها الكامل.

ولقد قيل أن المبشر الشهير جون وسلي نطق هذه الكلمات قبل وفاته: ”أفضل شيء على الإطلاق هو أن الله معنا“. أما ريتشارد باكستر، فقال قبل موته: ”إنني أشعر بالألم، لكنني في سلام“. وعند نهاية حياته، قال أغسطس توبلادي: ”إنني أستمتع بالسماء في روحي منذ الآن، وتتحول كل صلواتي إلى تسبيحات“. وقال مودي: ”لقد عَبرت الأبواب .. إنها دعوة الله. إنه يوم تتويجي. إن كان هذا هو الموت، فهو ليس مُخيفًا، وليس فيه شيء سيء، بل هو حُلو“.

ولكن ماذا عن كلمات الرسول بطرس الأخيرة؟ .. لقد كتب كلماته الأخيرة، في رسالته الثانية، وهو أكبر سنًا جدًا. وفي الأصحاح الأول ينظر إلى الماضي ويؤكد لنا يقينية الأمور التي نؤمن بها. إننا لم ننخدع! فقد كان بطرس نفسه شاهدًا عيانًا لمجد المسيح لأنه كان «معه في الجبل المقدس» ( 2بط 1: 16 - 18). وبالبصيرة التي أعطاها له الروح القدس، تنبأ عن ظهور المعلمين الكَذَبة الذين ينكرون وعد مجيء المسيح ثانية، ومتناسين تدخل الله في الماضي بالدينونة على عالم الفجار، ويستهزئون بفكرة الدينونة القادمة (2بط2).

وكيف ينبغي لنا أن نستجيب لهذا التحذير؟ يقول بطرس في آخر رسالته: «اجتهدوا لتُوجدوا عنده ... في سلام» ( 2بط 3: 14 ). من الواضح أن مجيء الرب كان أمامه وهو يكتب هذه الكلمات. فلكي نُحفظ من الخطأ، ينبغي لنا أن نعرف أكثر عن مخلصنا، وأن نتأصَّل في الحق في كلمته. من أجل ذلك يحرِّضنا بطرس أن ننموا «في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح» ( 2بط 3: 18 ).

دعونا لا نظن أبدًا أننا وصلنا إلى ما يكفي، فالنمو الروحي يمكن أن يستمر حتى نهاية حياتنا ذاتها. وقبل أن يضع قلمه أخيرًا، جعله حبه لسيده يفكر في كم هو مدين له، فكتب مُسبحًا مخلصه «له المجد الآن وإلى يوم الدهر. آمين» ( 2بط 3: 18 ). كان بطرس إنسانًا عاديًا جدًا، لكن كلماته الأخيرة كأنها تقول: ”لا تتذكروني أنا، بل تذكَّروا الرب يسوع، فهو مستحق كل المجد“.

مارتن جيرارد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net