الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 إبريل 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رَحبعام والقرار الأحمق (2)
فكلَّمه الأحداث الذين نشأوا معه قائلين: ... هكذا تقول لهم: إن خنصري أغلظ من مَتني أبي .. أنا أزيد على نيركم ( 2أخ 10: 10 ، 11)
قال الأحداث لرحبعام: «هكذا تقول للشعب ... إن خنصري (الأصبع الأصغر في اليد) أغلظ من مَتني أبي (وسطه)». هل نرى كيف خاطبوا الذات فيه فأفلحوا في التأثير عليه؟ إنها واحدة من أشهر خطط العدو، فلنتعلم.

كان بيد رحبعام وحده أن يجعل الأمور أفضل، لكنه كان من النوع الذي لا يطيق أن يبقى على صواب! فرجل في وضعه كان ينبغي ألا يتخذ مثل هذا القرار. لقد ضرب عرض الحائط بمبدأ جده ( 2صم 23: 3 ) وبحكمة أبيه ( أم 15: 1 تث 17: 18 )، رفض أن يتعلم من الماضي، وفوق الكل نسى أمر الله له كملك (تث17: 18- 20). لقد كان مقتنعًا برأيه: أن يستعرض قوته لا أن يربح الآخرين باللطف. والذات دائمًا مُقتنعة أن وجهة نظرها صحيحة، ويا لها من تجربة أن نثق في الذات!

فجاوب رحبعام الشعب بقساوة متعجرفة: «أبي ثقَّل نيركم» إذًا فأنت تعترف يا رحبعام بعدالة المَطلب، فما بالك تضيف «وأنا أزيد عليه»؟ إنه يعطيني انطباعًا أنه كان قد قرّر من البداية ما سيفعل، والاستشارة إنما كانت شكلية، فما في القلب في القلب. «أبي أدَّبكم بالسياط، وأما أنا فبالعقارب (نوع من السياط له عدة أفرع ينتهي كل منها بجسم صلب)» ويا لقساوة الطبيعة البشرية، التي متى أُطلق لها العنان، أظهرت كل صفات عدو الخير!!

وماذا كانت العاقبة «أيُّ قسمٍ لنا في داود؟ ولا نصيب لنا في ابن يسى! كل واحد إلى خيمته يا إسرائيل» (ع16) القول الذي قاله يومًا بلؤمٍ، شبع بن بكري ( 2صم 20: 1 ) قاله كل الشعب اليوم بحق: «الآن انظر إلى بيتك يا داود!». وكانت النتيجة المُرَّة «وذهب كلُ إسرائيل إلى خيامهم» وبذلك خسر عشرة أسباط يشكلون 83% من شعبه، وما بقى له إلا القليل، لا لفضل عنده، بل من أمانة الله نحو داود. وهكذا كان انقسام المملكة، أروع خطب أَلمَّ بالشعب في تاريخه، حتى صار مقياسًا يُقارَن به أية كارثة ( إش 7: 17 )! انفصلوا إلى مملكتين لم تجتمعا رغم مرور 30 قرنًا من الزمان، الأمر الذي لن يحدث إلا بمجيء المسيح الملك! .. وهكذا أكدَّت أوائل القرارات الرسمية لسليمان، حكمته (1مل1- 3)، وعلى ذات القياس أعلن أول قرار لرحبعام حماقته. فيا لها من بداية!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net