الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 إبريل 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المنصة الرئيسية
إذا أرى سماواتك عمل أصابعك، القمر والنجوم التي كوَّنتها، فمَن هو الإنسان حتى تذكره؟ وابن آدم حتى تفتقده؟ ( مز 8: 3 ، 4)
إذا نظرت يا عزيزي إلى السماوات وتفكَّرت في ملايين المجرّات، ستدرك يقينًا أن كوكب الأرض هذا الذي نقطنه لا يزيد عن ذرة غبار في فَلَك فسيح «ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا، مَنْ خلق هذه؟ مَنْ الذي يُخرج بعدد جُندها، يدعو كلها بأسماء؟ لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يُفقد أحد» ( إش 40: 26 ). وبمواجهة هذه الحقيقة يشعر الواحد منا بضآلته وعدم قيمته ومَسكَنته. ومع ذلك فإن داود يؤكد أن الله يهتم بكل واحد فينا جدًا. من العجب أنني، وأنا الحقير أمام عظمة الله ولا أساوي شيئًا، وهذا ليس تواضعًا مني. وإنما هي الحقيقة بعينها، من العجب العُجاب أن يهتم الله العظيم والقدير بأمري.

إن الله له جدول مختلف في تقدير الأمور، وله أولويات أخرى. والكتاب يعلمنا أن نفسًا واحدة أغلى عنده من العالم كله. إنني بالتأكيد أغلى عند الرب من العالم بأسره، أغلى عنده من كل ما أستطيع أن أستوعبه، ذلك لأن ثمني عنده كان أغلى من كل تقديري واستيعابي. ما أمجد هذا! إن هذا الفكر يجعلني أخرّ عند قدميك شكرًا وحمدًا واعترافًا بفضلك وجميلك العظيم يا رب.

إننا دائمًا نميل للظن بأن عالمنا هذا هو المركز الوحيد لكل العالم، وهذا ليس صحيحًا ولكن الصحيح أن عالمنا هذا هو المنصة الرئيسية للمسرح الكبير الذي كان شاهدًا لأعظم دراما دارت أحداثها على هذه المنصة، وبالذات في مدينة أورشليم منذ حوالي ألفي عام، عندما دارت أحداث الفداء العظيم. عندما ارتضى الله أن يبذل أغلى وأثمن وأكرم ما في الأرض ـ دم ابنه .. دم المسيح الكريم، ليفدي الإنسان. وكأن الله في نعمته العجيبة يقيّمه بذلك الثمن الغالي الكريم. ما أمجد هذا!

لا أملك يا ربي أمامك إلا السجود. لذلك حسنًا قال الرسول بولس: «لأننا صرنا منظرًا للعالم، للملائكة والناس» ( 1كو 4: 9 ). وكلمة «منظرًا» هي نفسها كلمة ”مسرحًا“. حقًا إن عالمنا الصغير الحقير هذا، كان مسرحًا لأعظم مسرحية ظهر فيها لطف الله ونعمته ومحبته لإنسان خاطئ ومسكين نظيري.

سيدي الكريم .. ما أعظم غلاوتي عندك يا رب، وما أكرم ثمني. لا أملك أمامك إلا السجود.

درك برنس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net