الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 إبريل 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قد أُكمل
بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كَمَل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان ... فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل ( يو 19: 28 - 30)
بعد أن احتمل المسيح الآلام، كان لا يزال يلهج في ناموس الرب، فوجد أن هناك نبوة لم تتحقق بعد، لأنه مكتوب «في عطشي يسقونني خلاً» ( مز 69: 21 )، ومع أنه كان قد عطش فعلاً، لكن لم يَقُل «أنا عطشان» سوى «لكي يتم المكتوب» ( يو 19: 28 ).

وبعد أن تمم المكتوب عن الصليب في العهد القديم قال: «قد أُكمل». وهذه الكلمة في اليونانية هي الكلمة التي يقولها الجندي عندما يرجع إلى قائده ليُخبره بأنه نفَّذ المُهمة التي كلَّفه بها، وهو ما يُسمى في اللغة العسكرية ”يعطيه التمام“. نعم، لقد شرب كأس الدينونة كاملة، ولم يبقَ فيها شيء.

بعد هذا كان لا بد أن الرب، لكي لا تبقى دينونة على الذين يؤمنون به، أن يموت. لأن أجرة الخطية تتضمن الموت الجسدي أيضًا. كان لا يزال في قمة قوته الجسمانية، وبدون ذلك لا يكون الرب قد وضع نفسه بذاته، وبالتالي لم يكن ممكنًا أن نثق أنه احتمل الدينونة الكاملة. لذلك صرخ يسوع بصوتٍ عظيمٍ وقال: «يا أبتاه، في يديك أستودع رُوحي»، وأسلم روحه في يد الله الآب مُتممًا كل العمل.

ليس هناك إنسان يستطيع أن يقول إنه يضع نفسه من ذاته، أو أن له سلطان أن يضعها من ذاته، سوى الرب يسوع، حتى الذي ينتحر لا يمكن أن يُقال عنه إنه كان له سلطان أن يضعها، لأنه في هذه الحالة يكون تحت السلطان الكامل لإبليس وليس حُر الإرادة. أما ربنا يسوع، الذي له كل المجد، فلم يكن أبدًا تحت سلطان إبليس، ولا كان ممكنًا أن يأخذ أحد نفسه منه، إلا أن يسلِّمها هو بنفسه في يد الله الآب.

ولكن كيف استطاع المسيح في ثلاث ساعات فقط أن يحتمل كل دينونة الله ضد الخطية، التي كنا سنقضي فيها الأبدية الطويلة؟ يجب أن لا يغيب عن ذهننا أبدًا أنه، حتى في ساعات الظلمة الرهيبة، لاهوته لم يفارق ناسوته. فذاك الذي احتمل الدينونة كإنسان، هو في الوقت ذاته الله غير المحدود في القدرة، وهو الوحيد الذي يعرف مقدار هذه الدينونة، وهو الوحيد أيضًا القادر على أن يتحملها. لذلك لم يكن ينفعنا إنسان ليفدينا، ولا ملاك، ولا أي مخلوق. لم يكن يصلح فدية لنا سوى الابن الوحيد. هذا هو السبب وراء تجسد الكلمة، لأن العمل المطلوب أن يُعمل لا يقدر عليه سواه.

مراد فارس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net