كلام الرب كلامٌ نقي، كفضة مُصفاة في بوطة في الأرض، ممحوصة سبع مرات ( مز 12: 6 )
«كلام الرب كلامٌ نقي، كفضةٍ مُصفاةٍ في بوطة في الأرض، ممحوصة سبع مرات» ( مز 12: 6 ). هذا هو كلام الله المدوَّن لنا في كتابه المقدس. إنه كلام نقي. نقي كنقاء فضة صُفيت عن طريق إدخالها في نيران فرن (بوطة) صُنع من طين الأرض. ولم تنقيها النيران مرة ولا مرتين وإنما سبع مرات؛ أي كمال التمحيص والتنقية.
وقد تتساءل قارئي العزيز: أَ لم يكتب الكتاب المقدس عن أُناس بهم ضعف مثلنا؟ فكيف تقول لي إن كلماته خالية من الخطأ وذات سلطان؟
لقد شرح لنا داود أفكاره عن طريق صورة قوية وواضحة لِما تُعامل به الفضة لكي تكون في تمام النقاء. واستخدم داود ثلاثة عناصر ليرسم لنا هذه الصورة. الفرن المصنوع من طين الأرض، والفضة التي يلزم تنقيتها، ومادة التنقية وهي النيران.
والفرن المصنوعة من طين الأرض تمثل الأداة البشرية التي استلمت الفضة داخلها. أي إلى أُناس الله القديسين الذين استلموا كلمة الله. والفضة تُشير إلى كلمة الله ذاتها. أما النيران فهي تُشير إلى الروح القدس الذي أخرج لنا كلمة الله من الفرن الأرضي بعد أن محّصها سبع مرات. وفي الكتاب المقدس كثيرًا ما يرتبط العدد سبعة بالروح القدس، فعلى سبيل المثال نجد أن يوحنا، وهو في جزيرة بطمس، يذكر لنا أنه رأى أمام العرش «سبعة مصابيح نار مُتقدة، هي سبعة أرواح الله» ( رؤ 4: 5 ). وفي إشعياء11: 2 نقرأ عن الروح القدس في وفرة قوته السُباعية الأضعاف باعتباره ”روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب“. كما أن عدد ”سبعة“ يُشير عامة إلى عدد الكمال.
فإن كان حقًا أن كلمات الوحي قد وصلت إلينا عن طريق وسائط بشرية، غير أنها صُفيت تمامًا بعمل الروح القدس، وكل شائبة أصابتها من الآنية البشرية قد أُزيلت تمامًا بنيران الروح القدس الذي محّصها سبع مرات «لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» ( 2بط 1: 21 ).
يا رب دعني أهتف مع المرنم: «شريعة فمك خيرٌ لي من ألوف ذهب وفضة» ( مز 119: 72 ).