الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 مايو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القسوة على الابن
فقال بعضهم لبعض: هوذا هذا صاحب الأحلام قادمٌ. فالآن هلُم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول: وحش رديء أكله. فنرى ماذا تكون أحلامه ( تك 37: 19 ، 20)
إن قلب الإنسان الشرير موسوم بالفساد والقسوة، فإخوة يوسف لم يتخلصوا منه باستعمال القسوة فقط، بل كانوا أيضًا مستعدين لإخفاء جريمتهم بكلمات الكذب والمكر والفساد، «فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول: وحش رديء أكله». إن العنف والفساد من العلامات المُميزة للإنسان الساقط، وهو لا يخجل منهما أبدًا. فالأمر ليس أنه ينغلب بتجربة مفاجئة، بل نظير إخوة يوسف، يتعمد أعمال العنف والفساد بالكذب. والإنسان لم يكن قد عمَّر في الأرض طويلاً حتى نقرأ أن «شر الإنسان قد كَثُر في الأرض، وأن كل تصوُّر أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم»، وأن «كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض» ( تك 6: 5 ، 12). فمع وجود القوانين والمُعاهدات، ومحاولات التهذيب الأخلاقي، ومواثيق الشرف، وبالرغم من السجون والإصلاحيات، فقد انتشر الفساد والعنف في كل جزء من العالم.

ولا شيء يبرهن على شر الإنسان مثل وجود الصلاح. لقد كان وجود يوسف مبعث إظهار عنف وفساد إخوته، كما أن الصلاح الكامل في شخص ابن الله كان سبب هياج ثورة شر الإنسان. فمنذ ولادة الرب يسوع، ظهرت عداوة الناس له بمحاولة قتله وهو بعد طفل، كما عمدوا إلى الكذب لكي يخفوا قصدهم الشرير ( مت 2: 8 - 16).

وفي الصليب، ظهر الصلاح ـ كما لم يظهر في أي مكان آخر ـ مقابل أفظع إعلان على وجه الأرض عن شر وبُغضة الإنسان. هناك ظهرت البُغضة لله، أنكر أوفى الأصدقاء، وخان القريب، وفرّ المُقرَّبون، وترافع الكهنة ـ الذين أُقيموا ليترفقوا بالجهَّال ـ ضد البار، وغسل القاضي يديه من دم البريء. لقد وقف الرب بصلاحه أمام بُغضة الكل؛ وكما أظهر نوره الكامل ظلمتهم، أظهرت محبته الكاملة حقدهم.

عبثًا يتوهم الإنسان أن الفساد والعنف يفلحان، كما تصوَّر إخوة يوسف، بعد اتفاقهم على قتل أخيهم وتغطية الأمر بالكذب، إذ قالوا بثقة: «فنرى ماذا تكون أحلامه». نعم سيرونها بالحقيقة تتحقق. وا حسرتاه على رافضي المسيح، فهم أيضًا سيرون، أ ليس مكتوبًا «هوذا يأتي مع السحاب، وستنظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض» ( رؤ 1: 7 )؟!

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net