الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الجمعة 1 يونيو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طريق في وسط البحر !
ومدَّ موسى يده على البحر، فأجرَى الرب البحر بريح شرقية شديدة كل الليل، وجعل البحر يابسة وانشق الماء، فدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة ( خر 14: 21 ، 22)
أمام بحر سوف، استعرض الشعب الأماكن التي يمكنه أن يجد فيها النجاة، فوجد أنه لا مكان! فالعدو الغاضب وراءهم يريد أن يقتنصهم، والبحر أمامهم يمكنه بسهولة أن يبتلعهم! لم يكن بإمكانهم التقدم للأمام ولا الرجوع للخلف! أي أنه لا نجاة!! فصرخ الشعب إلى الرب وقالوا لموسى: «هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية؟» وصرخ موسى إلى الرب، وهنا يظهر إله النجاة الذي لا يُعدَم مكانًا منه يرسل النجاة لشعبه المحتاج.

فبينما فرعون في نشوة الشعور بأنه نال المرام، وبينما الشعب في غاية اليأس من أية نجاة، كان إله النجاة في غاية الهدوء والروعة وهو يقول لموسى قولاً عجيبًا: «مالَك تصرخ إليَّ؟». وإني شخصيًا أعتقد أن هذه الكلمة هي آخر كلمة كان موسى يتوقع أن يسمعها من الرب في هذه اللحظات الاستثنائية والعصيبة جدًا! لأن الرّد المنطقي جدًا على هذا السؤال هو: مالي أصرخ؟! ألا يوجد ما يستدعي الصراخ؟! وإن كنت لا أصرخ اليوم، فمتى أصرخ؟ هذا لأن موسى لم يكن يرى ما يراه إله النجاة، أو ربما لأنه نسيَ للحظات سلطان إله النجاة. فإله النجاة يرى الريح ويعلم من أين تأتي وإلى أين تذهب، وله سلطان على التحكم في كميتها واتجاهاتها! بل هو الذي يُخرجها من خزائنه ( مز 135: 7 يو 3: 8 ؛ 51: 16)، تلك التي قال عنها الرب يسوع إنها تَهُّب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب (يو3: 8). إنها ليست فقط تَهُّب حيث تشاء، بل إنها تفعل أيضًا ما تشاء ولا رادع لها! لكن هذه التي تَهُّب حيث تشاء، وتفعل ما تشاء، صارت خاضعة خانعة خادمة لإله النجاة لتفعل ما هو يشاء! فها هو يأمرها لتحوِّل مسارها وتضرب بقوة محسوبة، وزاوية مُحددة، وفي نقطة معينة، مياه بحر سوف، لكي تشقها وتكومها على الجانبين وتجمِّدها لتصبح سورًا عن اليمين وسورًا عن الشمال، لكي يعبر الشعب المفدي في وسط البحر على اليابسة ماشين على الأقدام!! لقد فتح لهم في البحر طريقًا مُستخدمًا قوة الريح! لقد أوجد لهم نجاة من مكان آخر لا يدرون عنه شيئًا، بل ولا يمكن أن يخطر لهم على بال! أَ بعد هذا نشك في أن إله النجاة لا يعدم مكانًا منه يرسل النجاة لشعبه المحتاج؟

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net