الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 22 يونيو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أصبع الله (2)
وجاءوا إليه بأصم أعقد ... فأخذه .. على ناحية، ووضع أصابعه في أذنيه... وقال له: إفثا. أي انفتح، وللوقت انفتحت أذناه ( مر 7: 32 - 34)
نستكمل اليوم حديثنا الذي بدأناه يوم الجمعة الماضي عن ”أصبع الله“، فنتأمل في:

(5) أصبع الله المُسمِّعة: «وجاءوا إليه بأصم أعقد ... فأخذه ... على ناحية، ووضع أصابعه في أذنيه ... وقال له: إفثا. أي انفتح، وللوقت انفتحت أذناه» ( مر 7: 32 - 34). فمع أن الإنسان تقسّى بعد إعلان الله ذاته له، ولم يُرِد أن يسمع صوت الله، وسدّ أذنيه، وصمَّها عن سماع صوته، لكن الرب ـ لم يترك الإنسان على هذه الحالة، بل نراه هنا يأخذ الإنسان على ناحية، ويضع أصابعه في أذنيه ويقول له: ”انفتح لكي تسمع كلام الله“. وللوقت انفتحت أذن الإنسان، كما انفتح قلب الإنسان ( أع 16: 14 )، وعين الإنسان ( لو 24: 31 )، وذهن الإنسان ( لو 24: 45 ). ما أروعك يا رب بالحق!

(6) أصبع الله المُردعة: «وكان يُخرج شيطانًا، وكان ذلك أخرس، فلما أُخرج الشيطان تكلَّم الأخرس ... فقالوا: ببعلزبول رئيس الشياطين يُخرج الشياطين ... قال لهم ...... إن كنت بأصبع الله أُخرج الشياطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله» ( لو 11: 14 - 20). وهنا نرى أصبع الله التي أردعت الشيطان وجعلت الأخرس يتكلم. فقد جاء الرب كالأقوى من القوي (الشيطان) وقد نزع سلاحه منه وأتى بالغنيمة (الإنسان).

(7) أصبع الله المُقنعة: «وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض» ( يو 8: 6 ). هنا في قصة المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل، جاء اليهود بها إلى ساحة الهيكل وأياديهم مملوة حجارة، وعيونهم لا ترى خطيتهم. ولكن الرب ـ تبارك اسمه ـ عندما انحنى على الأرض وكتب بأصبعه، كانت ضمائرهم تُبكّتهم. فخرجوا واحدًا فواحدًا مُبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين. فأصبع الله وحدها هي التي تقنعنا بأخطائنا.

ما أروع أصبعك يا رب الذي كتب كتاب الطبيعة، وعندما تقسّى الإنسان، أعطاه إنذارًا بالضربات، وبعد ذلك كتب في كتاب الناموس، وعندما تقسّى الإنسان أعطاه إنذارًا بالفزع. ولكن بعد ذلك لم يسكت الرب، بل به فتح أذن الإنسان ليسمع، وطرد الروح النجس ـ الشيطان، وأردعه. وأخيرًا جعلنا نقتنع بأننا لسنا أفضل من غيرنا. هذه هي قصة أصبع الله مع الإنسان.

يعقوب جاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net