الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 يونيو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غضب المسيح
فنظر حوله إليهم بغضب، حزينًا على غلاظة قلوبهم، وقال للرجل: مُدّ يدك. فمدَّها، فعادت يده صحيحة كالأخرى ( مر 3: 5 )
إننا نتعلم من الرب يسوع المسيح، كيف يجب أن يكون الغضب في حياة الرجل القوي المالك روحه، لأن الكثير من غضبنا هو الضعف بعينه لا القوة، هو الصياح والصراخ وحدة الطبع وسوء الخلق وجموح العاطفة التي نعجز عن السيطرة عليها. وكثير من غضبنا قاسٍ ولا يلين ولا يرحم، ومُرّ لا أثر فيه للرقة والعذوبة، وحاقد لا يغفر ولا ينسى.

ولكن ماذا عمل الرب يسوع المسيح عندما غضب؟ إنه «لا يصيح ولا يرفع ولا يُسمع في الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يُطفئ. إلى الأمان يُخرج الحق» ( إش 42: 2 ، 3). نعم، لقد غضب ”سيدي“ في مناسبات مختلفة، ولكنه ـ تبارك اسمه ـ لم يخطئ قط في غضبه. فيا للكمال!! .. ويا للجمال!!

ولقد كان غضب الرب دائمًا مقترنًا بالحزن. إن حزنه على الخطاة كان يمضي جنبًا إلى جنب مع غضبه على خطيتهم. والغضب الذي شعر به إزاء الخطية، كان دائمًا مقترنًا بالإشفاق والعطف نحو الخطاة الذين ارتكبوها، ولم يكن في دخيلة نفسه أية كراهية شخصية. وفي الآية موضوع تأملنا اليوم، نجد المسيح ينظر إلى اليهود بغضب مقدس، ولكن خلف هذا الغضب، كان هناك حزن شديد في قلبه لقساوة قلوبهم التي ظهرت في عدم المُبالاة لحاجة الإنسان المسكين ذي اليد اليابسة.

ولقد نطق الرب بثمانية ويلات خطيرة على أولئك القادة الدينيين الذين أضلّوا شعبه وقادوهم إلى رفضه، وأعلن أن الدينونة تنتظرهم، هم وأتباعهم. ثم صرَّح بالحكم النهائي على أورشليم المدينة المحبوبة (مت23)، ولكن قلبه كان مُفعمًا بالحزن المقدس، فقد بكى عليها عند إقباله إليها ( لو 19: 41 - 44). وما زالت هذه هي مشاعره نحو الخطاة الذين يموتون في خطاياهم!

وإن غضب الرب لا يتعارض مع محبته واستعداده الدائم للصفح والغفران، بل إن غضب المسيح هو الوجه الآخر لمحبته. فإن المحبة الصحيحة هي التي تغار للحق، ولا تتساهل مع الشر. إنها «لا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق» ( 1كو 13: 6 ). ولا يليق أن تكون المحبة على حساب حق الله وكرامة بيته، فإن المحبة في هذه الحالة لا تكون محبة صادقة، بل رياء.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net