الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 يوليو 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زيت الأرملة
فأتت وأخبرت رجل الله، فقال: اذهبي بيعي الزيت وأَوفي دينك، وعيشي أنتِ وبنوكِ بما بقيَ ( 2مل 4: 7 )
ها هي الأرملة المسكينة وقد عادت مرة أخرى إلى رجل الله بعد أن تحقق كل ما أعلنه لها، وبعد أن ملأ الزيت جميع الآنية. لكنها هذه المرة جاءت تعلو وجهها علامات الفرح. فالقلب فرحان، والوجه طلق ( أم 15: 13 ). ولقد أخبرت رجل الله بكل شيء، وعن الزيت الذي ملأ جميع الأوعية، رافضة أن تتصرف من نفسها دون رأي رجل الله. لكني أجد كل العجب في إجابة رجل الله أليشع عليها: «اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنتِ وبنوك بما بقيَ». أتعجب لأن هناك أمورًا لم يكن يعرفها أليشع وهي:

(1) لم يكن يعرف مقدار الدين ـ لا المبلغ المُقترض ولا المبلغ الإضافي كفوائد، الذي حدده المُرابي.

(2) لم يكن يعرف عدد الجيران في الشارع الذي تقطنه هذه الأرملة ولا نوعياتهم.

(3) لم يكن يعرف بالتالي عدد الآنية ولا حجمها.

(4) وبالتالي لم يعرف كمية الزيت الذي ملأ الأوعية.

(5) لم يعرف ثمن الزيت في ذلك الوقت.

إذًا هناك أشياء كثيرة لم يكن يعرفها أليشع، لكن رغم ذلك كان هناك شيء يعلمه تمامًا، ألا وهو قلب الله المُحب. وكأنه يقول مع الرسول: «لأنني عالمٌ بمَنْ آمنت» ( 2تي 1: 12 ). فكان يعلم أن الله بالتأكيد أعطى هذه المرأة جُرأة وجسارة لأن تطلب من جميع جيرانها أوعية دون خجل. وكان يعلم أن الله عمل في قلوب جيرانها فأعطوها أفضل الآنية وأكبرها حجمًا. وبالتأكيد سمح أن يُباع الزيت بأفضل ثمن. وبناء على هذه المُعطيات، أعلن بكل يقين: «اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنتِ وبنوكِ بما بقيَ».

إن أفضل ما كانت تتمناه الأرملة هو أن يُسدد الدين، وتتخلص من ذلك المُرابي الفظ، ولتَعِش بعد ذلك كيفما يكون. لتشحذ أو تلتمس خبزًا. لكن هل الله المُحب يسدد الدين فقط؟ كلا، فإنه من منطلق قلبه الجواد أعطى زيتًا وفيرًا، وعندما بيع فإن ثمنه تعدى الدين، فسُدد، والباقي كان يكفي لتعيش به الأرملة وأولادها.

عزيزي: إن أمانة الله أكبر من احتياجاتنا، وأعظم من كل إعوازنا. ليتنا نثق في ذلك القلب المُحب السخي الذي يعطي، ليس حسب الحاجة، بل بحسب جوده وغناه.

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net