الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا وُلِدت؟
فلماذا أخرجتني من الرَّحم؟ كنت قد أسلمت الروح ولم تَرَني عين! فكنت كأني لم أكن، فأُقاد من الرحم إلى القبر ( أي 10: 18 ، 19)
هذا السؤال: «لماذا أخرجتني من الرحم؟» (أو لماذا وُلدت؟ ـ ترجمة داربي) يتضمن شكًا في الغرض من وجود الإنسان، وتبعًا لذلك يتضمن الشك في حكمة الخالق. هذه إهانة لله نفسه قد أجاب عليها في نهاية السفر بسلسلة من أسئلته لأيوب (ص38- 41) عندئذٍ نجد أيوب يخضع، وأسئلته المُقلقة تجد ردًا مُشبعًا مُقنعًا في قدرة وصلاح الله. ولكن في حالة الإنسان البعيد عن الله، والذي بلا مخلِّص، لا يوجد رد مُشبع لهذا السؤال: ”لماذا وُلدت؟“. نعم إن كل إنسان لم يقبل مشيئة الله ويأخذ المسيح فاديًا له، لا يمكن مُطلقًا أن ينال نورًا من ناحية غرض الله في وجوده، ولا غرض الله في الخليقة كلها.

إنه في العهد الجديد فقط قد أظهر الله فكره عن الإنسان. ومنذ نزول الروح القدس فقط قد أُعلن لمَن يقبل المسيح ويؤمن به أننا بحسب مشورة الله قد أصبحنا ورثة لمجده بالمسيح يسوع، والروح القدس قد سُميَ أيضًا روح الموعد القدوس وعربون الميراث ( أف 1: 13 ، 14).

إن مؤمني العهد الجديد، بخلاف مَنْ سبقوهم، قد قربوا إلى الله بالمسيح، ويسيرون في النور، ألا يجب علينا إذًا، أكثر من مؤمني العهد القديم، أن نحترس من الشكوك ومن أن نُحاجج، بروح الكبرياء، الله القدير الحكيم؟ قد يجوز لنا أن نسأل بروح الوداعة والتواضع، ما هو غرض حياتنا، ولكن ليتنا نحترس من روح التذمر والعصيان، ومن لغة الكبرياء والتمرد.

ولكن عندما يلعن الإنسان الشرير نفسه ووجوده بسبب عدم إمكانية تمتعه بغرور الحياة، فإنه بذلك يُضيف عصيانًا إلى خطيته. إن روح الاستقلال عن الله تُظهر نفسها في العصيان وعمل كل ما فيه التمرد على الله. ليت الله يمنحنا أن نضع بنعمته أمام أعيننا دائمًا غرض حياتنا ونهاية طريقنا، حتى نُحفظ من المُحاجة مع الله كما فعل أيوب. وإذا كان القارئ العزيز لم يقبل للآن جواب الله لسؤال أيوب، ليته يترك عدم المُبالاة ويهرب من وسط العُصاة قبل أن تفوت الفرصة. لا تطلب الجواب في روح الكبرياء والتمرُّد، أو في روح الشك، بل في روح الخضوع وقبول كلمة الله. إن في ذلك فقط تجد راحة لنفسك.

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net