الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 23 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دليلة وأجرة الإثم
وقالوا لها: تملّقيه وانظري بماذا قوَّته العظيمة، وبماذا نتمكن منه لكي نوثقه لإذلاله ( قض 16: 5 )
دليلة واحدة من أشرّ نساء الكتاب المقدس. لقد استخدمت جمالها وحذقها في الشهوة، لتدمر حياة رجل أحبها، ولتحطمه روحيًا وأدبيًا، وذلك لأنها هي أحبت الفضة، وما كان يعنيها شيءٌ سوى الحصول على المال بأي ثمن. كان خلف وجهها الجذَّاب يكمن لسان كذّاب. في البداية كان لها الكلمات المعسولة، وفي النهاية كان لها لسعات الحية والأفعوان، ذلك لأن قلبها كان أسود كالفحم، حارقًا كالجحيم. وشرها الأعظم ليس أنها سلَّمت شمشون ليد أعدائه، بل إنها قادته ليخون إلهه، ويدنس انتذاره له.

كان هدف دليلة الأول ـ إن لم يكن الأوحد ـ هو المال، هذا الذي قال عنه الكتاب: «لأن محبة المال أصل لكل الشرور» ( 1تي 6: 10 ). وفي سبيل حصولها على المال مات أكثر من ثلاثة آلاف نفس ( قض 16: 27 ). لكن هذا لا يهم، طالما هي حصلت على بُغيتها، المال! بل إننا لا نستبعد أن تكون هي ضمن مَنْ ماتوا في معبد داجون، الذي هدمه شمشون عليه وعلى أعدائه (قض16)، وفي هذه الحالة تكون نظير الكثيرين من الخونة الذين باعوا المبادئ بالمال، وراحوا ضحيته! نذكر منهم بلعام العرَّاف، الذي تسبب في قتل أربع وعشرين ألفًا من شعب الله، ثم مات بخيانته (عد25؛ يش13: 22). كما نذكر في مقدمة ركب الخونة واحدًا كان معدودًا مع الرسل الاثنى عشر، هو يهوذا الإسخريوطي، الذي لم يسلِّم شمشون القاضي بخمسة آلاف وخمسمائة من الفضة، كما فعلت دليلة، بل سلَّم ملك الملوك ورب الأرباب، ديان الأحياء والأموات، بثلاثين من الفضة! هذا أيضًا مات، دون أن يتمتع بالمال الذي اشتهاه ( مت 27: 3 - 5)!

لقد أحبّت دليلة «أجرة الإثم». وهي إذ قبضت الفضة، لم يهمها بعد ذلك أن يهلك النذير، الذي كان يُنتظر منه الكثير. وإننا لنتساءل: هل عند العالم الفاسد، وهل عند أتباع الشيطان، شفقة على الشهود الأمناء والخدام الذين يريدون إكرام الرب؟ إنهم ـ لو أمكنهم ـ لن يترددوا عن أن يحطموهم تحطيمًا، فقط لو أعطيناهم الفرصة. ولن نلوم الشيطان، ولن نلوم أتباعه الذين باعوا أنفسهم له، لكن نلوم وبشدة أنفسنا، إن نزلنا بأرجلنا إلى وادي سورق، وبكامل إرادتنا دخلنا إلى بيت دليلة، بدل المرة مرات!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net