الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 3 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ضرورة الألم
..وكان هناك في بيت السجن. ولكن الرب كان مع يوسف، وبَسَط إليه لُطفًا، وجعل نعمةً له في عيني رئيس بيت السجن ( تك 39: 20 ، 21)
لقد قُطع يوسف من أهله، وأصبح عبدًا في أرض غريبة في بيت أحد المصريين، وهناك اتهمته امرأة شريرة اتهامًا باطلاً، وأُلقى في السجن موسومًا بهذه التُهمة الكبيرة، وهناك عُومل بجحود، وأصبح إنسانًا منسيًا وحيدًا. لقد عانى الهوان تلو الهوان، واستمر طريقه في انحدار. تكاثفت حوله السُحب، واكتنف حياته الظلام، حتى بدا وكأنه لا توجد بارقة أمل.

ولكن خلف ما هو ظاهر للعيان، يستطيع الإيمان أن يتبيَّن قصد الله في رفع يوسف إلى مكان العزة والمجد. والشيطان كعادته يحاول بكل قوته أن يعطل قصد الله. لقد استخدم شر إخوة يوسف لكي يبعده عن بيت أبيه، ثم استخدم زوجة فوطيفار الآثمة لكي تُلقي به في السجن، كما استخدم جحود ساقي فرعون ليُبقيه هناك. ولقد كانت كل خطوة توحي في ظاهرها بانتصار الشيطان، وبأن قصد الله قد غدا بعيدًا.

ومع ذلك، فإن الإيمان يستطيع دائمًا أن يرى يد الله خلف مكايد إبليس المتنوعة. وإذا كان الشيطان يستخدم الإنسان ليُعيق مقاصد الله، فإن الله يستخدم الشيطان نفسه لإتمامها. إن كل العوامل تحت أمره؛ الملائكة ورؤساؤهم، القديسون والخطاة، إبليس وجنوده، الكل يستخدم لتتميم خطته، حتى العناصر الطبيعية «النار والبَرَد، الثلج والضباب، الريح العاصفة الصانعة كلمته» ( مز 148: 8 ). والأمر كذلك مع ظروف الحياة المختلفة، كما نرى في قصة يوسف. إن كل التجارب التي اجتازها؛ مُعاملة إخوته القاسية، العبودية في بيت المصري، الاتهام الكاذب من زوجة فوطيفار، سجن فرعون، تجاهل الساقي؛ كل هذه ما كانت إلا خطوات في الطريق إلى المجد. لقد كان عمله كالراعي، وإرساليته إلى إخوته، وخدمته في منزل فوطيفار وفي السجن؛ هذه كلها كانت إعدادًا له لممارسة السلطان في يوم مجده.

وكما حدث مع يوسف في الرمز، هكذا مع المسيح؛ كل خطوة إلى أسوأ في طريق الآلام لم تكن سوى خطوة إلى أعلى في طريق المجد. وقد كانت خدمته وهو هنا بالجسد إعدادًا لدوره كملك الملوك ورب الأرباب. كما أن شهود الزور الذين قاموا ضده، وأولئك الذين حكموا عليه ظلمًا، سوف ينحنون أمامه عندما تجثو له كل ركبة ويعترف كل لسان أنه رب لمجد الله الآب.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net