الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 أغسطس 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قدوس بلا شر ولا دنس (2)
لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات ( عب 7: 26 )
تأملنا الأسبوع الماضي في جوهرتين من الجواهر الخمسة الكريمة التي تتلألأ على جبين رئيس الكهنة العظيم، ونواصل اليوم تأملاتنا:

الجوهرة الثالثة: بلا دَنَس .. خاليًا من كل عيب أو أقل شائبة روحية أو أدبية، من بدء حياته على الأرض، التي استمرت حوالي 33 سنة، اختلط بالخطاة ولم يلتقط منهم أقل ذرة من الدَنَس، لمس الأبرص بكل رقة وطهارة، ولمسته المرأة نازفة الدم وللوقت وقف ينبوع دمها، وتلامس مرات عديدة مع الموت وانهزم الموت في وجوده. قال عنه بطرس إنه «حَمَل بلا عيب ولا دَنس» ( 1بط 1: 20 ).

في بداية خدمته جُرِّب من الشيطان لمدة 40 يومًا وظل طاهرًا نقيًا. كان كالشمس التي تُشرق من العلاء وتُرسل أشعتها المُطهِّرة على أقذر بِرْكة ماء راكد كريه الرائحة، ولا تفقد لمعانها أو نقاءها. هكذا عاش المسيح واحتفظ بطهارته وسط عالم الخطية والنجاسة.

الجوهرة الرابعة: انفصل عن الخطاة .. وهذه العبارة لا تعني أنه لم يتلامس مع الخطاة أو يختلط بهم، لأنه فعل هذا كثيرًا. لقد قيل عنه إنه يقبل الخطاة ويأكل معهم، وإنه دخل عند بيت رجل خاطئ ليبيت هناك، وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه. لقد كان كل البشر الذين تعامل معهم، بما فيهم أقرباؤه وتلاميذه، في الأصل خطاة مساكين.

ما الذي تعنيه إذًا؟ تعني أنه كان من نوعية مختلفة تمامًا عن كل الجنس البشري، فهو الوحيد «الإنسان الثاني الرب من السماء»، طبيعته مختلفة تمامًا عنهم وعنا. وكم نشكر الله من كل قلوبنا لأجل تفرُّده الذي جعله مناسبًا ولائقًا لنا. إنه هو الإنسان الكامل «الرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المُستهزئين لم يجلس» (مز1).

الجوهرة الخامسة: صار أعلى من السماوات .. وهذه العبارة تقف في تناقض مع ما قصده الشر، إذ أُحصيَ مع أثمة. على الصليب، كان وسط الخطاة يتولى قضيتهم، ويمثّلهم، وينوب عنهم، ويحمل خطاياهم، وقد أكمل وتمم الفداء بدمه، ولن يشغل هذا المكان مرة أخرى. لقد ترك عالم الأشرار إلى دائرة أخرى، ليشفع لأجل المؤمنين في مكان أعلى من السماوات، مكان الكرامة.

نبيل عجيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net