الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 12 سبتمبر 2007 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوم النقمة
اِجعل إثمًا على إثمهم، ولا يدخلوا في برك. ليُمحوا من سفر الأحياء، ومع الصديقين لا يُكتبوا ( مز 69: 27 ، 28)
عزيزي .. هل تعتبره أمرًا غريبًا أن يَرِد في مزمور69: 22- 28 أقسى وأشر أنواع القضاء على الأشرار؟ وهل تسأل ما هو سر هذه القسوة الرهيبة؟ السر في ذلك أن هذا المزمور يتحدث عن أعظم شهيد على الإطلاق، وعن أزكى دم سُفك على الأرض ظلمًا وعدوانًا. صحيح لقد طلب المسيح الغفران لقاتليه، لكن هل معنى ذلك أن كل البشر سوف يتمتعون بغفرانه، بغض النظر عن موقفهم منه؟ كلا، بل إن الرسول بطرس لمّا كرز بغفران الخطايا لليهود المسئولين عن جريمة صلب المسيح، ربط بين غفران الله لخطاياهم، وبين توبتهم وإيمانهم بالمسيح ( أع 2: 37 ، 38؛ 3: 17- 19). فلا يتوهمن أحد أنه سيحظى بالغفران دون توبة حقيقية وإيمان قلبي بربنا يسوع المسيح.

وكذلك فعل الرسول بولس في أنطاكية بيسيدية. فهو قدَّم الغفران والتبرير لهم إن هم تابوا وآمنوا ( أع 13: 38 ، 39)، وإلا فإن الله سيوقع عليهم الدينونة الرهيبة «انظروا أيها المتهاونون، وتعجّبوا واهلكوا! لأنني عملاً أعمل في أيامكم، عملاً لا تصدقون إن أخبَركم أحدٌ به» ( أع 13: 41 ).

عزيزي القارئ، لا تدَع عموميو الخلاص الهراطقة يخدعوك بإنجيلهم الشيطاني المزيف، بأن البركة في النهاية ستعم البشر جميعًا، سواء قبلوا المسيح أو رفضوه، حاشا. بل هناك دينونة رهيبة، أرهب جدًا من الدينونة تحت الناموس، ستنتظر مَنْ داس ابن الله، وازدرى بروح النعمة ( عب 10: 29 ).

إن المسيح الذي في إنجيل لوقا، في بداية خدمته، لم يقرأ عبارة «أكرز ... بيوم انتقام لإلهنا» بل طوى السفر وسلَّمه للخادم وجلس ( لو 4: 17 - 20؛ إش61: 1، 2)، لا بد أن يقوم في السماء، ويأخذ السفر من يمين الجالس على العرش، ليقرأ كلمات النبي الأخيرة، كلمات الانتقام ( لو 19: 27 )، وذلك المتألم الصابر، الذي طلب الغفران لقاتليه وهو على الصليب، هو نفسه الذي كان قد قال في مَثَل الشريف الجنس «أما أعدائي، أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي» (لو19: 27).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net