الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 2 يناير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اهرب لحياتك
اهرب لحياتك. لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة. اهرب إلى الجبل لئلا تهلك ( تك 19: 17 )
جدير بغير المؤمن وقد جعل الله له في العمر بقية أن يبدأ هذا العام بالتوبة الصادقة والإيمان الصحيح بالمسيح لينال تطهيرًا لخطاياه، وينتقل من الموت إلى الحياة.

أ ليس في المسيح نجاة من الهوة السحيقة التي يتردى فيها مَن يعيش بعيدًا عنه؟ إذًا أقبِل أيها الخاطئ وكفاك ركوضًا في فيض الخلاعة والفساد ولا تستهويك الشهوات العالمية فإنها تؤدي إلى الموت الزؤام، وتجعلك رهن التُرب والرجام، ثم تقودك أخيرًا إلى الهلاك الأبدي.

أما سمعت بخبر تلك الرمال الخائنة التي قرر المستكشفون بوجودها في بعض الصحراوات، كيف أن المسافر يلجأ إليها إذ يراها تمتاز عما حولها بليونة طبيعتها ورقة نسيمها ولكنه لا يكاد يستقر به المقام حتى تجذبه تلك الرمال في جوفها ولا يكاد يرفع قدمًا حتى تغوص الثانية فيهوي إلى الأعماق جثة هامدة، ثم تظل تلك الرمال نهمة تتلهف إلى فريسة أخرى.

أما سمعت أيضًا بتلك الأشجار الغادرة المنتشرة في المناطق الاستوائية الحارة كيف أن الإنسان لا يكاد يجلس تحتها ليستظل بها حتى تمتد أغصانها وتتدلى فروعها ثم تضغط عليه وتنسج له كفنًا يضم جثمانه ويورده مورد الحتوف.

على هذه الوتيرة تفعل بك الشهوات العالمية، فهي شبيهة بالرمال الخائنة، وبالأشجار الغادرة، تغريك حتى تتصور أن السعادة مستقرة بين ثناياها، ومتى جذبتك إليها، سلبتك شرفك وصحتك وجردتك من مالك وآمالك، وتركتك هيكلاً عظميًا متهدمًا لا نفع منه ولا خير فيه.

أيها الخاطئ كفاك أكلاً من الأعشاب السامة التي يقدمها الشيطان لك، وتعال بدون أدنى تمهل إلى يسوع لتجد فيه ترياقًا شافيًا وبلسانًا وافيًا وطعامًا شهيًا، فهو «كالتفاح بين شجر الوعر» ( نش 2: 3 ) وهو «خبز الحياة» ( يو 6: 48 ).

أيها الخاطئ لا تؤجل أمر خلاصك الأبدي، فالغد ليس في قبضة يدك «هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص» ( 2كو 6: 2 ). إلى مركز الأمان اركض أيها الخاطئ «اهرب لحياتك» وها قد أعطاك الله فرصة أخرى فانتهزها لئلا تفلت منك ولا تجدها ثانية.

إسحاق لوزا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net