الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 13 أكتوبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حساب العطاء والأخذ
ليس أني أقول من جهة احتياج.. غير أنكم فعلتم حسنًا إذ اشتركتم في ضيقي.... ليس أني أطلب العطية، بل أطلب الثمر المتكاثر لحسابكم ( في 4: 11 - 17)
لم يكن الرسول بولس متلهفًا لعطية مؤمني فيلبي أو غيرهم، وهو لا يخفى عنهم ذلك، ولكنه بأسلوب رقيق جميل يُعرفهم بما تعبِّر عنه العطية من حب وعناية تجاه الرب وتجاهه. ويبين أن مؤمني فيلبي قد تفوقوا في هذه الموهبة، وأنهم فعلوا ذلك تكرارًا منذ وصول الإنجيل إليهم، وأنهم قدموا نفس الخدمة له في الماضي ـ في مكدونية وتسالونيكي ـ وهو ما لم تفعله أية كنيسة أخرى، والآن يهتمون به وهو في روما.

وما يعظّم خدمة مؤمني فيلبي في هذا المجال، أنهم كانوا فقراء جدًا. وهي حقيقة نعرفها من الرسالة الثانية إلى كنيسة كورنثوس ( 2كو 8: 2 ). لقد كانوا «في اختبار ضيقة شديدة» ولكن «فاض وُفُور فرحهم وفقرهم العميق لغنى سخائهم». وهذا كله لتعليمنا، فكثيرًا ما نتصف بعدم التعاطف واللامبالاة، وهذا لأن خبرتنا بالآلام وبالمشاركة الروحية ضحلة.

وبعد تلقيه عطيتهم بيد أبفرودتس، يُعرفهم الرسول أنه قد استوفى كل شيء وفاض عنه (الآية 18). وعطيتهم لم تفِ باحتياجاته فقط، بل يعتبرها «نسيم رائحة طيبة، ذبيحة مقبولة مرضية عند الله»، مثل ذبائح رائحة السرور التي يتكلم عنها العهد القديم. وهذا يضيف إلى عظمة عطائهم.

ولكن ماذا عن مؤمني فيلبي أنفسهم؟ لقد تفاقم احتياجهم، واستنفذوا مواردهم الضعيفة في العطية التي أرسلوها إليه. وقد شعر الرسول بهذا، ولذلك يعبر في الآية 19 عن ثقته بأن الله سيملأ كل احتياجهم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع. ولاحظ استخدام بولس لكلمة «إلهي» في هذه الآية. فهو الإله الذي عرفه بولس واختبره عمليًا في حياته هو. هذا الإله السخي سيفيض عليهم ليس حسب احتياجهم، ولا حسب رغبة بولس من نحوهم، بل حسب غناه هو في المجد في المسيح يسوع. كان يكفي، وهي بركة عظيمة، أن يملأ الله احتياجهم بحسب غناه على الأرض. ولكن الأعظم هو أن يملأ الله احتياجهم حسب غناه في المجد. قد لا يصبح مؤمنو فيلبي أغنياء على الأرض، وكذلك نحن، ولكن هناك غنى أعظم بما لا يُقاس، هو الغنى في المجد. ألا يجدر بنا أن نشارك بولس في قوله «ولله وأبينا المجد إلى دهر الداهرين» (الآية 20).

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net