الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 2 أكتوبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بولس وشيوخ أفسس
أنتم تعلمون من أول يوم دخلت أسيا، كيف كنت معكم كل الزمان، أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة، وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود ( أع 20: 18 ، 19)
نجد في أعمال20: 17- 38 كلمات بولس الأخيرة التي قالها لشيوخ كنيسة أفسس، وهي أيضًا كلمات يحملها الروح القدس بالتعليم لنا لأجل خدمة ناجحة. ويشدد بولس في ع18 على أهمية التصرف بصورة لائقة وهو يقول: «كيف كنت معكم كل الزمان». لقد اتبع تعليم الرب الذي ذكره في آخر كلامه معهم «مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ» ( أع 20: 35 1تس 2: 3 ). وقد شدد على أسلوب التصرف هذا عينه في رسالته الأولى إلى التسالونيكيين عندما ذكر أنه تجنب كل هذه: «ضلال .. دنس .. مكر .. علة طمع .. مجدًا من الناس» (1تس2: 3- 5).

ويخبرنا عدد19 كيف أن بولس خدم «بكل تواضع». إن الكبرياء يدمر أي خدمة، وأسوأ أنواع الكبرياء هو الذي ينتج من معرفة بدون تواضع. وقد قال بولس لتيموثاوس «وعبد (خادم) الرب لا يجب أن يُخاصم، بل يكون مترفقًا بالجميع» ( 2تي 2: 24 ). ولقد سكب بولس أيضًا «دموع كثيرة» في الصلاة وهو يفكر في خطورة العمل، والخطر الشديد المُحدق بغير المخلَّصين، والمسؤولية الواقعة على مَن يخدمون، وخداع العدو الذي يريد أن يسقط المؤمنين في فخاخه. كما كان مُدركًا للتجارب التي أصابته «بمكايد اليهود»، ومُدركًا تمامًا للمقاومة التي أمامه إلا أن ذلك لم يثنهِ عن إكمال الخدمة.

ويبين ع20 أن هناك هدفًا كان أمام بولس: «لم أؤخر شيئًا من الفوائد إلا وأخبرتكم به». وقد نصح كلاً من تيموثاوس وتيطس أن يتجنبا المباحثات الغبية والسخيفة ( 2تي 2: 23 ؛ تي3: 9). ينبغي أن يسأل الخادم من الرب أن يقوده دائمًا لِما هو نافع حقًا، سواء جهارًا أو في خدمة فردية؛ «جهرًا وفي كل بيت».

ويلخص ع21 رسالة بولس لكل من اليهود والأمم. إن أطول المباحثات وأكثرها طلاقة مع شخص غير مؤمن، سواء كان مسيحيًا بالاسم أو شخصًا من ديانة أخرى هي بلا فائدة إن لم تشرح للسامع احتياجه للتوبة والإيمان. لقد قابلت بعض الأشخاص الذين تركوا دياناتهم لأن المسيحية بَدَت جذابة أكثر بالنسبة لهم، لكنهم لم يصبحوا أبدًا مسيحيين حقيقيين. من المهم أن يقود الخادم الآخرين إلى «التوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح»، وإلا يكون العمل ناقصًا وفاشلاً.

أنيس بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net