الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 29 أكتوبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
امرأة فاضلة والنعمة المتفاضلة
جميع أبواب شعبي تعلم أنكِ امرأة فاضلة ( را 3: 11 )
وتفاضلت نعمة ربنا جدًا مع الإيمان والمحبة التي في المسيح ( 1تي 1: 14 )
هل يمكن ـ بأي مقياس بشري ـ لإمرأة موآبية فقيرة وصغيرة، تذهب مع كنتها الأرملة إلى بلاد غريبة عليها لتعمل عملاً بسيطًا وشاقًا في الالتقاط في الحقول؟ هل يمكن لمثل هذه أن يُقال عنها «امرأة فاضلة»، ويكون القول صادقًا؟

إن هذا عين ما حدث لراعوث، وأما الوحي فقد سجل عنها هذه الشهادة الرائعة بلسان بوعز نفسه «جميع أبواب شعبي تعلم أنكِ امرأة فاضلة» ( را 3: 11 ). وواضح أنها شهادة الكل، والأهم: الوحي نفسه! إن الحياة التي تلمسها يد الله المُغيرة لا بد وأن تختلف نهايتها عن بدايتها، ومصيرها عن مسارها الأول. إن السر بكل تأكيد لا يكمن لا في بوعز، ولا في نعمي، ولا في راعوث نفسها مطلقًا، بل في النعمة المتفاضلة التي جعلت منها امرأة فاضلة، تلك التي بحث عنها سليمان فلم يجدها بين ألف من نسائه في زمانه ( أم 31: 10 ؛ جا7: 27، 28). إن ثمنها يفوق اللآلئ!

وبعد أكثر من ألف عام من هذه المرأة، جاء رجل وصف نفسه ـ بالوحي أيضًا ـ أنه «أول الخطاة»، مُرجِعًا التغيير المُذهل الذي حوَّله من مُضطهد ومُجدف ومُفتريًا، هو «شاول الطرسوسي»، إلى رسول الأمم المغبوط، وخادم المسيح الأبرز، «بولس الرسول»، أرجع هذا التغيير إلى ما أسماه «تفاضلت نعمة ربنا جدًا» ( 1تي 1: 14 ).

نعم، صَدقْت يا بولس. فسواء كان المرء أول الخطاة أو حتى آخرهم، فإن «الجميع أخطأوا وأعوَزهم مجد الله» ( رو 3: 23 )، ولا حل سوى في التغيير الإلهي العجيب الذي لا يُعزَى الفضل فيه لأحد سوى للنعمة الغنية المتفاضلة، بل بالحري لإله كل نعمة نفسه ـ له كل المجد.

أيها القارئ العزيز: وماذا عنك أنت؟ ألا توّد أن تختبر هذا التغيير المعجزي المُذهل قبل أن تنتهي قصتك؟ لماذا لا تأخذ من هذه النعمة حصة الآن، فترجع إلى الله بالتوبة وبالإيمان، مُقِرًا بعجزك المطلق، وبكفاية المسيح على الصليب، الكفاية التامة، في ذات الآن، فتنال الغفران، وينتهي من حياتك نزيف الخسران؟ ليتك تفعل هذا الآن وفورًا.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net