الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 ديسمبر 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حبيبي الذي سُرت به نفسي
هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سُرّت به نفسي. أضع روحي عليه فيُخبر الأمم بالحق ( مت 12: 18 )
يعلن الكتاب المقدس في سفر إشعياء43: 7 أن الله خلق الانسان لغرض محدد فيقول: «لمجدي خلقته وجبلته وصنعته». وكانت الوسيلة التي يستطيع الإنسان بها أن يمجد الله هي إظهار خضوعه التام لخالقه ومصدر وجوده. ولكن مبكرًا جدًا فشل الإنسان في أول وأبسط امتحان للطاعة وُضع فيه، وقرر بإرادته الحُرة التي منحها له الله أن يعصى الوصية الوحيدة التي أعطاها له الله، حيث قال له: «من جميع شجر الجنة تأكل أَكلاً. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت» ( تك 2: 16 ، 17).

وأكل آدم ودخل في حالة الموت الأدبي والانفصال عن الله. وبعد آلاف السنين «الله من السماء أشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله»، ولكن للأسف جاء التقرير المؤلم: «كلهم قد ارتدوا معُا فسدوا ليس مَن يعمل صلاحًا ليس ولا واحد» ( مز 53: 2 ، 3).

لكن في ملء الزمان جاء الإنسان الثاني الرب من السماء. وما أروع وأكمل الحياة التي عاشها على هذه الأرض الملعونة! كان هو بحق المحرقة التي تنسّمها الله رائحة سرور. كان شعاره من البداية: «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت. وشريعتك في وسط أحشائي» ( مز 40: 8 ). في كل خطوة خطاها على هذه الأرض، وفي كل كلمة أو تصرف كان له غرض واحد وهو أن يمجد الله. هو الوحيد ـ تبارك اسمه ـ الذي استطاع بعد حياة قصيرة أن يرفع عينيه إلى السماء ويقول لله الآب: «أنا مجدتك على الأرض» ( يو 17: 4 ). لذلك فإنه استحق أن تُفتح له السماء، ويعلن الآب أكثر من مرة أنه أخيرًا وجد سروره في هذا الإنسان الكامل الذي كان يُطعَم على فعل مشيئته. وفي إنجيل متى أصحاح 12، وبعد أن شفى الرب يسوع الجموع الكثيرة التي تبعته، يشهد الروح القدس أن هذا هو الشخص الذي يشير له الله قائلاً: «هوذا فتاي الذي اخترته. حبيبي الذي سُرَّت به نفسي».

فما أروع هذا الشخص! وما أسعدنا بانتسابنا إليه ذاك الذي وجد الله فيه كل مسرته!     

مدحت حلمي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net