الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سبب الرجاء
قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل مَن يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف، ولكم ضمير صالح ( 1بط 3: 15 ، 16)
في عام 1952، وفي شهر مايو، احتفلت امرأة في جنوب أفريقيا، في قرية بارو، بعيد ميلادها العاشر بعد المائة. ويقول لنا أهل الاختصاص أن نسبة مَن يصل إلى هذا العمر من البشر لا يزيد عن واحد لكل مائة مليون نسمة..! ولا عجب فقد كان لهذا الخبر وقع البركان في جميع أركان جنوب أفريقيا. ولا غرابة فإن كل الصحف وقتذاك قد تناولته على صفحاتها الأولى. ومن تلك الصحف صحيفة ”كيب تاون“ التي أرسلت مُراسلها خصيصًا ليُجري حديثًا مع هذه السيدة العجوز. وهناك أربعة أسئلة غالبًا ما يُلقيها الصحفي في مثل هذه المناسبات:

(1) هل مازلتِ تبصرين جيدًا؟

(2) هل مازالت حاسة السمع على ما يُرام؟

(3) هل مازلتِ تأكلين جيدًا؟

(4) هل مازلتِ تنامين جيدًا؟

أما السؤال الأخير والأكثر أهمية فكان كالآتي: أخبرينا بعض الشيء عن ذكريات شبابك .. ذكريات ماضيكِ البعيد والقريب من تجارب الحياة..

انتهت الأسئلة، وطال الانتظار، وخيَّم على المكان صمت قاتل إذ لم تلفظ المرأة ببنت شفة لفترة غير قصيرة. وفجأة انكسر جدار الصمت، وجاءت إجابة المرأة بخلاف ما كان يتوقعه أحد: ”طلبتي من إلهي دائمًا أن يمحي كل ذكرياتي الماضية، لكي أنشغل به وبشخصه الكريم وحده، وأتأمل في نعمته المنقطعة النظير وفي كمالاته غير المحدودة، وأتفكر في محبته الفائقة المعرفة التي تبرهنت بموته على الصليب لأجلي!“.

إن كلمات هذه المرأة القديسة كانت بمثابة قنبلة دَوَت في كل أركان جنوب أفريقيا. لم تكن هناك صحيفة أو جريدة ما إلا ونقلت هذه الكلمات حرفيًا على صفحاتها الأولى، حتى صارت بعض الألسنة من جموع الشعب ترددها بين الحين والآخر!

نعم: ”لكي أنشغل بسيدي وبه وحده“!! يا لها من كلمات حلوة مباركة! يا لها من كلمات دسمة مُثمرة! .. يا لها من كلمات رحيقها ناردين خالص! .. إنها إجابة قصيرة، لكنها إجابة غنية!! يا ليتها تكون ـ لو تأنى الرب ـ ليتها تكون هي إجابتي وإجابتك حتى نهاية العمر.

داخلَ الأقداس مع محبوبِ نفسي ناظرًا بهاهُ مُشبعًا لقلبي
طيبَ قلبي اسكبُ ولساني يحمدُ يا سيدي

جيمس إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net