الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 2 فبراير 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كتاب الكتب
لم تأتِ نبوةٌ قط بمشيئة إنسانٍ، بل تكلَّم أُناس الله القديسون مَسوقين من الروح القدس ( 2بط 1: 21 )
الكتاب المقدس هو كتاب الكتب بلا مُنازع. ومع أنه كُتب في عصور مُتباينة يزيد زمانها عن الألف وخمس مائة سنة. وحررته أيدي كُتّاب، مختلفي البيئات والأماكن، كان منهم الملك في قصره، والقائد في خيمته وبين جنوده، والراعي في جباله وبين قطعانه، والمسافر في صحرائه، والأسير في معتقله، في فلسطين، وبابل، ورومية، وبطمس. ومع أن أجزاءه كُتبت بأربع لغات مختلفة: العبرانية، والكلدانية، والأرامية، واليونانية، فهو يظهر من جهة رسالة الخلاص العظيمة، التي يريد أن يؤديها، كأنه كتاب واحد، كتبه كاتب واحد، في مكان واحد وبلغة واحدة. ولا عجب في ذلك، فهو يشهد قائلاً «لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أُناس الله القديسون مَسوقين من الروح القدس» ( 2بط 1: 21 ).

وهو الكتاب الذي هوجم هجمات لا توصف من نواحِ متعددة، وفي كل العصور. فلقد اضطر حتى المُلحدون أن يهتموا به ويتهربوا من تأثيره بانتقادهم إياه. ولكنهم جميعًا مع مؤلفاتهم لم يستطيعوا إخماد شرارة واحدة من أنواره المقدسة، أو أن يُسكتوا لحنًا واحدًا من قيثارته العذبة ذات الألف وتر، أو أن يُنقصوا نقطة واحدة من مياهه الحلوة الراوية ظمأ الجموع الغفيرة، أو أن ينزعوا ذرة واحدة من قوة غذائه للنفوس البشرية الجائعة، أو أن يوقفوا سيره خطوة واحدة. بل ها هو ذا ترى صيته يزداد شيوعًا كل يوم، فيعاصر الأجيال الطويلة، مُترجمًا إلى أكثر من ألف وسبعين لسانًا ولهجة، ومُنتشرًا بعشرات الملايين من النسخ كل عام، في طول الأرض وعرضها، بين جميع القبائل والأمم والأجناس، متابعًا بكل جلال عمله الأبدي المفيد، غير تارك أحدًا في مهرب من سلطانه الإلهي.

وتأثيره ظاهر جدًا على الأفراد والشعوب. فهو أينما أُعطيَ حرية العمل كسر سلاسل الاستعباد وفك رباطات الخطية، وسكب البلسان الشافي على القلوب الكليمة الحزينة. بل إن الشعوب التي بَنَت حياتها القومية عليه نراها في طليعة شعوب الأرض نجاحًا ورُقيًا. أما حيثما حُظرت قراءته ومُنع انتشاره فقد سقط الناس في مهاوي مفاسد العار والعادات السيئة، التي أخمدت حيويتهم وأرجعتهم قرونًا إلى الوراء، والتاريخ شاهد واضح على ذلك.

فؤاد عقاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net