الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإنقاذ من الغضب
رجعتم إلى الله من الأوثان، لتعبدوا الله الحي الحقيقي، وتنتظروا ابنه من السماء يسوع، الذي ينقذنا من الغضب الآتي ( 1تس 1: 9 ، 10)
قبل مشهد خراب سدوم كان إبراهيم في مركز سماوي، فكان غريبًا في الأرض، ليس له إلا خيمته يتنقّل بها من مكان إلى آخر دون أن تكون له وطأة قدم. ولذلك عندما أتت الدينونة كان بعيدًا عنها كل البُعد مثل أخنوخ ـ الشخص السماوي ـ في يوم دينونة سابق. فكلاهما كانا في يوم الافتقاد بعيدين، بل ومرتفعين فوق مشهد الخراب، ليسا مجرد ناجيين منه، بل منفصلين قبل حدوثه.

وإبراهيم كان قد وقف مع الرب نفسه في مستوى مرتفع يطل على سدوم، وقد سار برفقة الرب من سهل ممرا ( تك 19: 27 )، والآن عندما انصبت الدينونة على المدينة الفاسدة نرى إبراهيم مرة أخرى، في المكان المرتفع، يشاهد الخرائب عن بُعد ( تك 19: 28 ، 29). فكان (في روح المكان الذي وقف فيه) في شركة مع ذاك الذي كان يُجري الدينونة. أما لوط فكان مجرد ناجٍ. وكما كان إبراهيم هو أخنوخ يومه، كذلك كان لوط هو نوح ذلك اليوم إذ سُحب من مدن الانقلاب .

أيها الأحباء يجب علينا أن نعرف الوجهة الرمزية في كل هذا، فنرى هنا العالم مُمثلاً في سدوم تقع عليه الدينونة المُريعة، والبقية البارة مُمثلة في لوط تُنقذ في ساعة الغضب، والكنيسة مُمثلة في إبراهيم منفصلة عن مشهد الخراب ومرفوعة فوقه تتطلع عليه من على بُعد.

وهنا أريد أن أسأل: هل نحن مُدركون أيها الأحباء للوقت الذي نعيش فيه؟ هل ”يوم البشر“ الذي يلمع الآن بضيائه، والذي يتزايد إلى نهاره الكامل، هو موضوع مشغوليتنا؟ هل نحن مشتركون في تهاني الناس التي بها يهنئون بعضهم على ما وصل إليه يومهم من الازدهار؟ أم نحن مُعتبرون هذا الازدهار نذيرًا بقرب الدينونة العادلة؟ هل نعلم أن إله هذا الدهر يجد الآن أمامه بيتًا «مكنوسًا ومُزينًا» ليكون مسرحًا لتمثيل شره كما كانت سدوم قديمًا؟ وهل نضع في بالنا أنه سيعمل في هذا البيت في ختام تاريخ المسيحية الاسمية؟ وهل نحن منتظرون ابن الله ليأخذنا إلى ذلك المكان العالي كما فعل قديمًا مع أخنوخ وإبراهيم؟ إننا نستطيع أن نفعل هذا بسهولة متى كنا نظير إبراهيم ـ قديس الخيمة لا المدينة ـ نتمتع مثله «في وقت حر النهار» بالشركة مع رب المجد ( تك 18: 1 ).

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net