الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مجوس المشرق
ولما وُلد يسوع ... إذا مجوسٌ من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين: ... أتينا لنسجد له ( مت 2: 1 ، 2)
المجوس هم طائفة من العلماء، مختصون بالأكثر في علوم الفلك. كانوا رفيعي الشأن في بلاد المشرق، والتي يرجَّح ـ من القرينة التاريخية ـ أن تكون بلاد فارس. كما أنهم أمميون، يُفترض أن موضوع مَلِك اليهود لا يخصهم. ومن هداياهم نفهم أنهم كانوا من الأغنياء أيضًا. فما الذي يحدو بأُناس بهذه المواصفات أن يسافروا آلاف الكيلومترات في أيام لم تكن الطرق فيها مُعبَّدة، ممتطين ظهور الجمال لا العربات الفاخرة، قاطعين سفرتهم في شهور كثيرة من التعب؟!

لقد أتوا وقلوبهم متعلقة بالأمل أن يمتعوا عيونهم برؤياه، مملوءة بالرغبة الصادقة في السجود له. واليوم، دعونا نسأل: هل نتكلف كل هذه المشقة لتقديم السجود؟! ألا يخجلنا سعي المجوس الحثيث، الذي لم يعرف الكلل، ولم يتطرق إليه الملل، لتقديم السجود للمسيح؟! إني بحق اشعر بخجل كل مرة مرَّ ذكرهم ببالي.

«جاءوا إلى أورشليم» .. بالاستنتاج الطبيعي أتوا إلى أورشليم. نعم لقد أتوا إلى المكان الخاطئ. فالمعرفة الكتابية بالنبوات كانت تنقصهم، ولم يكن بين أيديهم ما يعلمهم أنه من بيت لحم يخرج المسيح. لكن هل تُرى حرمهم ذلك من تقديم السجود؟! .. أعتقد أن في باقي القصة الرد الشافي.

لقد سألوا في كل مكان، حتى علمت المدينة كلها بخبرهم، وعلى رأسها هيرودس. سألوا مَنْ لا يمكنه أن يفيدهم، ولا يريد إن أمكنه. على أن هذا أيضًا لم يَحُل دون تقديمهم السجود. فما أقل علمهم .. وما أخطأ المكان الذي سألوا فيه، والأشخاص الذين سألوهم .. لكنهم بقيادة النجم، سجدوا أروع سجود في النهاية.

عزيزي القارئ: ألا يشجعك هذا، حتى إن كنت قد عرفت المسيح بالأمس فقط، أن تسجد له، وإن كانت معرفتك قليلة وإمكانياتك محدودة؟! فروح الله كفيل بأن يمهِّد لك الطريق لتفعل، بل سيقودك لتقديم سجود يشبع قلب سيدك.

«جاءوا .. قائلين» .. تزامن الفعلين هنا يعطينا معنى أنهم جاءوا مهدَّفين، وأنهم ما كانوا ليألوا جهدًا حتى يصلوا إلى قصدهم. فبمجرد أن جاءوا قالوا، ما أضاعوا وقتًا في هذا أو ذاك، بل فورًا بدأوا في السؤال باحثين. كم نضيِّع أوقاتًا في ما لا ينبغي أن ننشغل به، وننسى أهدافًا مقدسة وضعها الله في قلوبنا؟!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net