الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تقدير المسيح للمكتوب
بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كَمَل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان ( يو 19: 28 )
كم يسعدنا أن بين أيدينا كتاب الله العظيم، الله المسيطر على كل الأمور والذي يعلم النهاية من البداية. ولقد أخبرنا الله بما سوف يحدث، وسجله في كتابه العظيم، هذا الكتاب الذي لا يمكن أن يُنقَض المكتوب فيه على الإطلاق.

إن كلمة الله ودرج الكتاب يحدثاننا بأن المسيح كان سيعطش، وأن الناس الأردياء كانوا سيقدمون الخل له في عطشه، وكان هو سيشربه. وكان لا بد أن يتم ذلك بكل دقة. وهنا نحن لا ندري فقط دقة المكتوب، بل أيضًا تقدير الرب يسوع الكامل للمكتوب. إنه هو الذي جاءت عنه النبوة «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت، وشريعتك في وسط أحشائي» ( مز 40: 8 ). لقد كان المسيح يقدِّر الكلمة تمامًا، ويركن إليها بلا حدود: بها قاوم إبليس في التجربة في البرية عندما رد عليه ثلاث مرات «مكتوب» ففرَّ الشيطان منه. كما فعل الشيء عينه في مُحادثاته مع قادة الأمة من الفريسيين أو الصدوقيين. لقد ردَّ عليهم من المكتوب، وأفحمهم. وها نحن مرة أخرى، في مشهد الصليب نرى أيضًا إركانه الكُلي إلى المكتوب.

لقد كان المسيح على الصليب يعايش جو الأحزان والآلام المذكورة في المزمور69. هذا المزمور المؤثر الذي فيه نستمع إلى صرخات المسيح «خلصني يا الله، لأن المياه قد دخلت إلى نفسي غرقت في حمأةٍ عميقة، وليس مقر. دخلتُ إلى أعماق المياه، والسيل غمرني. تعبتُ من صراخي. يَبِسَ حلقي. كلَّت عيناي من انتظار إلهي». ويستمر المزمور في وصف آلام المسيح المتنوعة إلى أن يصل إلى القول «العار قد كسر قلبي فمرضت. انتظرت رقة فلم تكن، ومُعزين فلم أجد. ويجعلون في طعامي علقمًا». ثم أخيرًا، في آخر قائمة الآلام يقول: «وفي عطشي يسقونني خلاً».

ويجب أن نميز بين ما سجله البشير متى في إنجيله من أنهم قدموا للمسيح في بداية الصليب خلاً ممزوجًا بمرار، وكانت هذه عادة يقدمون بمقتضاها للمحكوم عليهم بالصلب مادةً مُسكِرةً تخفف قليلاً من آلامهم. والمسيح رفض أن يأخذه. يقول الوحي «لما ذاق لم يُرِد أن يشرب» ( مت 27: 34 ). لقد ذاق مرارته لكنه رفض ابتلاعه لكي لا يؤثر على إحساساته وهو يحتمل دينونة الخطية. لكنه الآن، وبعد أن أكمل كل العمل، شرب الخَلّ «لكي يتم الكتاب»!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net