الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إيليا..إلهي هو يهوه
كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا، وصلى صلاة أن لا تُمطر، فلم تُمطر... ثم صلى أيضًا، فأعطت السماء مطرًا، وأخرجت الأرض ثمرها ( يع 5: 17 ، 18)
كان إيليا أحد اثنين شقا نهر الأردن بردائهما، وأحد اثنين في العهد القديم أقاما أشخاصًا من الموت، كما كان أحد اثنين صعدا إلى السماء دون أن يريَا الموت، وأحد اثنين ظهرَا مع الرب يسوع فوق جبل التجلي.

«إيليا» اسم عبري معناه: ”إلهي هو يهوه“ أو ”قوة يهوه“ وكان اسمًا على مُسمَّى. فبينما كان كثيرون قد اختاروا البعل إلهًا لهم، وآخرون كانوا يعرجون بين الفرقتين، كان إيليا محددًا وواضحًا وهو يقول: ”إلهي هو يهوه“ وليس آخر. كما أن طابع حياته هو الضعف الإنساني الذي يستند على ”قوة يهوه“ القدير. لقد كان «إنسانًا تحت الآلام مثلنا» ( يع 5: 17 ). وكان يشعر بضعفه واحتياجه، وقد عبَّر عن هذا الشعور بحياة الصلاة والاستناد على الرب. وكان يختبر أن الله هو قوته. وكأنه كان يتلقى يوميًا هذا التشجيع: «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل» ( 2كو 12: 9 ).

لقد اختبر هذه القوة التي تغلق السماء فلا تُمطر، ثم تفتحها فتعطي مطرًا غزيرًا على الأرض. هذه القوة التي تتحكم في الغربان فتحمل له الطعام، وتجعل كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص. هذه القوة التي تُقيم الميت، والتي تجعل النار تنزل من السماء سواء على الذبيحة على جبل الكرمل، أو على جنود أخزيا الملك الشرير. وأخيرًا هذه القوة التي حملته في العاصفة إلى السماء.

إن موسى عندما بلغ من العمر أربعين سنة، وكانت تفيض فيه القوة الطبيعية، وكان متحمسًا وغيورًا لأجل إخوته بني إسرائيل، وخرج في هذه القوة الطبيعية ليخلِّص إخوته من أثقالهم، فماذا فعل؟ لقد قتل المصري وطمره، ثم هرب لأجل حياته إلى مديان.

ويا لها من نتائج هزيلة. لكنه بعد سنين كثيرة من التدريب، وهو في سن الثمانين، عندما خارت قواه الطبيعية وأصبح لا يستطيع أن يخلِّص إخوته من أثقالهم، رجع إلى مصر مُرسَلاً من الله، مؤيدًا بوعده «إني أكون معك». وهناك اختبر قوة الله دون أن يسأل لأجل القوة. وترك الله يعمل بنفسه كل شيء، قانعًا بأنه ليس أكثر من إناء خزفي يستخدمه الله، وأن فضل القوة لله لا منه. وكانت النتيجة هي خروج بني إسرائيل من مصر وغرق فرعون وجنوده في البحر الأحمر.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net