الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 مارس 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح نفسه
الذي إذ كان في صورة الله... أخلى نفسَهُ ... وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وَضَعَ نفسه ... ( في 2: 6 - 8)
هناك سبعة تعبيرات ذُكرت في كلمة الله بالارتباط بالمسيح «نفسه». إحداها تحدثنا عن تجسده، وإثنتان منها تكلماننا عن مسار حياته، والأربعة الباقية تحكي لنا عن موته.

(1) أخلى نفسه .. التجسد: «الذي إذ كان في صورة الله .. أَخلى نفسه» ( في 2: 6 ، 7). أي أنه، له المجد، أفرغ نفسه من هالة المجد المرتبطة بلاهوته، دون أن يكف عن أن يكون هو الله في الوقت نفسه. وهذا كان لازمًا لتجسده.

(2) وضع نفسه .. الاتضاع: «وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان، وَضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب» ( في 2: 8 ). فباعتباره الله «أخلى نفسه»، وباعتباره إنسانًا «وضع نفسه» عن كل إنسان ( مز 22: 6 ). وقد تحدث الرب يسوع بنفسه عن ”وضعه لنفسه“ ثلاث مرات في إنجيل يوحنا، وقد ذهب في ذلك إلى فكرة الموت ( يو 10: 15 ، 17؛ 15: 13).

(3) لم يُرضِ نفسه .. المحبة: «المسيح أيضًا لم يُرضِ نفسه» أي ”لم يُسعد نفسه“ ( رو 15: 3 ). وهذه هي المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ( 1كو 13: 5 ). لقد عاش ومات لكي يُسِر الآب، ويُسعد الإنسان أيضًا! فما أجوده! وما أجمله!

(4) أسلَمَ نفسه .. الطواعية: فلم يأخذ أحد نفسه منه، بل هو الذي أسلم نفسه (مجازًا: فرَّط في نفسه)، وذلك بكامل إرادته في سبيل محبته ( غل 2: 20 ؛ أف5: 2، 25).

(5) قدم نفسه .. الذبيح: فهو الذبيح الأعظم الذي كانت كل ذبائح العهد القديم تُشير إليه، وعند الصليب كان هو الذبيحة، وكان هو الكاهن الذي قدمها، وكان، من زاوية ما، هو المذبح أيضًا ( عب 13: 10 ). لقد قدم نفسه لله بلا عيب، وذلك بروحٍ أزلي ( عب 9: 14 ).

(6) بذل نفسه .. التضحية العُظمى التي قدمتها المحبة. وقد أشار المسيح بنفسه إلى هذه الفكرة ثلاث مرات في الأناجيل ( مت 20: 28 غل 1: 4 ؛ يو10: 11). كما أشار إليها الرسول بولس ثلاث مرات أيضًا في رسائله (غل1: 4؛ 1تي2: 6؛ تي2: 14).

(7) سَكَب نفسه .. الضعف: «سكب للموتِ نفسه» ( إش 53: 12 ). فسكْب الماء ينم عن الضعف الشديد ( 2صم 14: 14 )، والموت بالنسبة لأي إنسان هو قمة الضعف. والمسيح ـ له كل المجد ـ «صُلب من ضعفٍ» ( 2كو 13: 4 ). فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net