الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الثلاثاء 1 إبريل 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفقر والضيق
أنا أعرف ... ضيقتك وفقرك ( رؤ 2: 9 )
أيها العزيز إن كنت تشكو من ضيق المعيشة أو كنت من «فقراء هذا العالم» ( يع 2: 5 ) أو مَنْ قيل عنهم «مُعتازين مكروبين مُذلين» ( عب 11: 37 ) عندئذٍ تذكَّر شخص الرب وكيف افتقر، وإلى أي حد وصل في الافتقار!

ثم إنه امتحان لإيمانك وثقتك في الله الذي يسد كل احتياج. «هل أعوزكم شيء؟» تذكَّر أن القليل في يد الرب يصبح كثيرًا بلا حدود. الحسابات البشرية تقول: «ما هذا لمثل هؤلاء؟» ( يو 6: 9 ). فلا يوجد أي تناسب بين الموجود والمطلوب، لكن أكَلَ الجميع وشبعوا وفضل عنهم.

وفي صرفة صيدا حدث الدرس نفسه مع إيليا. «هكذا قال الرب: إن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص، إلى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرًا على وجه الأرض» والنتيجة أن المرأة أكلت هي وابنها وبيتها ورجل الله أيامًا كثيرة (مل17). إنه اختبار لكفاية الله الذي «يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة» ( رو 4: 17 ). قد يؤثر القحط في نهر كريث ولكنه لا يمكن أن يؤثر في الله ولا في رجال الله. فوعد الله لإيليا هو ضمان القلب؛ سواء جف النهر أم جرى.

وفي اختبار ضيقة شديدة، وحيث تتقوض الإمكانيات المادية وتجف الموارد البشرية، فإن الله يعلمنا دروس القناعة ونعمة الاكتفاء «قد تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه» ( في 4: 11 )، وأيضًا «كونوا مكتفين بما عندكم، لأنه قال: لا أهملك ولا أتركك» ( عب 13: 5 ).

هذا ما اختبره حبقوق عندما قال: «فمع أنه لا يُزهر التين، ولا يكون حَملٌ في الكروم، يكذب عمل الزيتونة، والحقول لا تصنع طعامًا. ينقطع الغنم من الحظيرة، ولا بقر في المذاود، فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي» ( حب 3: 16 - 18). إن نظره مستقر، ليس على العطايا، بل على المعطي نفسه.

أخي العزيز .. إنك في يوم قادم سوف تدرك قيمة هذه المعاملات، وسوف تشكر الرب لأجل الفقر والنعمة المقترنة به، أكثر كثيرًا من أوقات الرحب ووفرة الإمكانيات. لكنه مع ذلك يعرف «ضيقتك وفقرك» ( رؤ 2: 9 )، ويعرف «أين تسكن» ( رؤ 2: 13 )، وهو قادر أن يملأ كل احتياج بحسب غناه في المجد ( في 4: 19 ).

إنها أيام قليلة من المُعاناة، تعقبها أمجاد أبدية لا تنتهي.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net