الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 15 إبريل 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الهدوء: صعوباته وبركاته
فقالت: اجلسي يا بنتي حتى تعلمي كيف يقع الأمر، لأن الرجل لا يهدأ حتى يُتمم الأمر اليوم ( را 3: 18 )
لا ريب أننا نود ونرغب رغبة صادقة في أن «نجلس» جلوس الصبر والهدوء لأن الاحتفاظ بروح هادئة وفكر رائق ولسان مضبوط إزاء المشاكل التي تضغط علينا وتستفزنا، والناس الذين يضايقوننا، والأمور التي لا حيلة لنا فيها، إنما هو سر ثمين القدر، عظيم القيمة. وكثيرون قد وصلوا إلى مستوى «الجلوس» وهذا حسن. ولكن الأحسن من هذا أن يكون جلوسهم في الداخل كما في الخارج، وأن يصمت القلب والعواطف كما صمتت الشفاه. فالكف عن النشاط الجسماني ليس دائمًا مصحوبًا بالروح الهادئة الساكتة، فقد تكون الذراعان مكتوفتين والظهر مستريحًا إلى الوسائد والمساند، ولكن إذا كان الفكر قلقًا والقلب منزعجًا والروح محزونة ومغمومة والضمير ملومًا، فعبثًا نحاول أن «نجلس».

ولكن هل من الممكن أن «نجلس» في انتظار وصبر، والدنيا من حولنا كلها حركة؟ هل يمكن هذا ونحن نُفاجأ على الدوام بمشاكل ومسائل تدهش وتحير؟ نعم هذا ممكن جدًا، بل إن هذا هو ما يفعله المسيح لخاصته «وعند الله كل شيء مستطاع» ( مت 19: 26 ).

هذا هو علاج أو ”دواء“ الله لأجل الهدوء في وسط الشكوك والظلام والاضطراب بل والمصائب «ذو الرأي الممكَّن تحفظه سالمًا سالمًا، لأنه عليك متوكل» ( إش 26: 3 ). وهذا يعني أن القلب الذي يثق في الله في كل شيء ويرفض التحول عنه، ويجد شبعه في التسليم له ولحكمته الفائقة وعنايته ومحبته، يُحفظ سالمًا سالمًا أي في سلام كامل. مثل هذا القلب يستطيع أن «يجلس» مطمئنًا في ثقة، هادئًا في سلام.

ههنا باب رجاء مفتوح وحصن أمان منيع لكل نفس منحنية وفكر مُتعب. نعم إن كنا قد عرفنا من طريق الجلجثة المُخضّب بالدم شيئًا عن تلك المحبة التي فتشت عنا واشترتنا وجعلتنا من الخاصة المحبوبة وضمنت سلامتنا إلى الأبد، فإننا نستطيع بكل تأكيد أن نثق في قوته الحافظة وفي صلاح فكره من جهة المستقبل حتى ولو أُخفيت تفاصيله عنا. فإذا ما انسدت الطرق وأظلم المستقبل، قف أيها الأخ لدى الله. قف ولا تخطو خطوة واحدة وركز الأمل فيه واصبر له. اثبت فيه وانشغل به، عظِّم فضله وسلِّم الأمر له، واجلس جلوسًا أمامه، والنتيجة أكيدة «وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع» ( في 4: 7 ).

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net