الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 29 إبريل 2008 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اليأس أم الثقة ـ أيهما؟
فقال لهم يعقوب.. صار كل هذا عليَّ ( تك 42: 36 ) أ سلامٌ لكِ؟ أ سلامٌ لزوجك؟ أ سلام للولد؟ فقالت: سلام ( 2مل 4: 26 )
«صار كل هذا عليَّ»؛ هكذا قال يعقوب تحت ضغط الظروف. «سلامٌ»، هكذا قالت الشونمية الثكلى. لقد أظلم قلب ذلك الأب المسكين بالقنوط واليأس. أما قلب تلك الأم الحزينة فقد استنار بثقة الرجاء، فنطقت بكلمات الإيمان والثقة.

كان ذلك الأب يعيش في وقت عصيب مثلنا نحن في هذه الأيام، فقد توالت سنوات الجوع والقحط فجعلت من الصعب عليه أن يعول أهل بيته الكثيرين، وقطعانه ومواشيه العديدة. وأكثر من ذلك فقد حزن قلبه على فقد ولده المحبوب يوسف، وابنه الآخر شمعون كان أسيرًا في مصر.

وأخيرًا سيد تلك الأرض العظيم رفض أن يصرف قمحًا إلا إذا جيء بالأخ الأصغر، «بنيامين» إلى هناك. عند هذه النقطة ظهر كأن إيمان يعقوب قد تحطم، فلم يسأل مشورة الله ولم يطلب معونته، بل أخذ يندب حظه. وهكذا كان اليأس هو السبب في صرخته: «صار كل هذا عليَّ». والواقع أن كل الأشياء كانت تعمل معًا لخيره ( رو 8: 28 ). ويا للأسف فكثيرًا ما يسمح أولاد الله للشك واليأس بالتسرب إلى القلب، فيفقدون بركة لهم أو يؤجلون فائدة يوّد قلب الله المُحب أن يمنحها إياهم. إذًا دعنا لا نطرح الثقة التي لنا في الله أبينا.

لقد أخذ يعقوب إعلانات عجيبة وكثيرة من الله عن البركة والوعد، ولم يكن هكذا الحال مع امرأة شونم التي في ساعة حزنها العميق ارتفع إيمانها منتصرًا فوق التجربة، عندما مات وحيدها الذي أُعطيَ لها خصيصًا من الله، قامت في الحال وذهبت إلى رجل الله. وفي جوابها على سؤال أليشع عن الصبي قالت في هدوء الثقة «سلام». وأكثر من ذلك عندما أرسل أليشع غلامه جيحزي بعصاه، لم تقنع بذلك لأن النبي نفسه هو الذي يستطيع أن يسدد حاجتها بإحياء ابنها. ولقد كُوفئ إيمان الشونمية أيما مكافأة. لقد دعاها رجل الله أن تأخذ ابنها حيًا من الأموات.

ونحن إن كنا ننظر حولنا إلى ما يصيبنا، أو ننظر داخلنا إلى ضعفاتنا، فنحن عُرضة لأن نردد كلمات يعقوب الطائشة «صار كل هذا عليَّ». فلتستقر أعيننا على ربنا المحبوب الذي يمنحنا شجاعة الإيمان. لننهض فوق التجارب الحاضرة، وبالثقة الهادئة التي كانت للشونمية نقول، ليس فقط ”سيكون سلام“ بل «سلامٌ».

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net